«نضطر لقطع مسافة تزيد على 5100 كيلومتر لإنجاز جواز السفر إذا كانت وثائقنا سليمة، ولم يحصل طارئ، مع ما يرافق السفر من البحث عن المبيت وتضييع أيام من العمل، أما الوثائق العادية، كنسخة من عقد الازدياد، فتكلفنا مسيرة 1700 كيلومتر وثلاثة أيام من السفر»، هكذا وصف عبد القادر جهواري، عضو اتحاد الجمعيات الإسلامية بغاليسيا، معاناة المغاربة بإسبانيا. ويضطر المهاجرون المغاربة بمقاطعة غاليسيا، وآلاف من زملائهم ممن يحملون وثائق الإقامة الإسبانية ويمارسون التجارة بالبرتغال، إلى التنقل إلى القنصلية المغربية الموجودة في بلباو، مع ما يرافق تنقلهم من متاعب دفعت العديد منهم إلى الاستغناء عن إنجاز وثائقهم إلى حين العودة إلى المغرب، أو التفكير في الحصول على الجنسية الاسبانية لتجنب المتاعب التي يواجهونها كلما فكروا في التنقل إلى بلباو. وراسل اتحاد الجمعيات الإسلامية، الذي يضم 14 جمعية إسلامية للمغاربة بمنطقة غاليسيا، التي تضم مدن لاكورونيا ولوكو أورينسي وبونتي فيدرا ومدنا أخرى صغيرة، عدة جهات، منها وزارة الخارجية، والوزير المنتدب المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، والسفارة المغربية باسبانيا دون تلقي جواب. وأفاد أعضاء من اتحاد الجمعيات الإسلامية بأن وفدا من الاتحاد يضم 40 فردا تنقل إلى مدينة بونتي فيدرا والتقى السفير السابق، عمر عزيمان، وكان الوفد يضم في عضويته رئيسة بلدية أرتيشو، التي التزمت أمام السفير المغربي، آنذاك، بتوفير كافة الإمكانات المادية لإحداث قنصلية أو فرع لها بمنطقة غاليسيا، وأثنى السفير عزيمان، آنذاك، على حجم التعاون والاندماج للمغاربة بغاليسيا، ووعد بإحداث قنصلية متنقلة كحل مرحلي في أفق موافقة سلطات الرباط على خلق قنصلية بغاليسيا، وهو الوعد الذي تبخر، تقول المصادر نفسها، بمجرد استدعاء السفير عزيمان للمغرب وعادت معاناة المهاجرين بغاليسيا من جديد. وقال عبد القادر جهواري إن «مسؤولي الاتحاد يتحاشون نقل معاناة المهاجرين عبر الإعلام الإسباني، خوفا من استغلال الموضوع في الإساءة للمغرب، لكن عشرات المهاجرين بدؤوا في التفكير في تنظيم حركات احتجاجية بسبب معاناتهم الكبيرة في الحصول على وثائقهم، وبسبب استمرار مسلسل التسويف وتحجج، مسؤولي القنصلية المغربية باسبانيا، في كل مرة، بحجج فارغة».