فتح نجاح فريق طبي مغربي في إجراء عمليتين لزرع كليتين، من متبرع في حالة موت دماغي، باب الأمل أمام مرضى القصور الكلوي لوضع حد لتعليق حياتهم بآلة تصفية الدم الباهظة التكلفة.وأجريت العمليتان، خلال هذا الأسبوع، بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، في الدارالبيضاء. وقال مصدر طبي مسؤول، ل"المغربية"، إن الطاقم، الذي كان وراء هذا الإنجاز الطبي غير المسبوق في المغرب، تلقى طلبات عدة من مرضى يأملون في الاستفادة من عملية لزرع الكلية من متبرع في حالة موت دماغي، بعدما كانت عمليات الزرع تجري من متبرعين خارج المغرب، في الغالب. وأوضح المصدر نفسه أن مفاوضات أجريت، أول أمس الأحد، مع عائلة امرأة دخلت المرحلة الأولى من الموت الدماغي، وفق نتائج تحليلات مختبرية وتقارير طبية، لنيل مصادقة من عائلتها على طلب التبرع بكليتيها لمريضين بالفشل الكلوي، لا تؤهلهما إمكانياتهما المادية لإجراء العملية في الخارج. وكشف مصدر" المغربية" أن تكلفة زرع الكلي بفرنسا لمريض مغربي تبلغ نحو 120 مليون سنتيم، وبات ممكنا، بموجب تبرع متبرعين في حالة موت دماغي بكلاهم، زرع الكلي لمريض بالقصور الكلوي، مؤمن طبيا أو غير مؤمن، في المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، بالدارالبيضاء، المعروف شعبيا باسم "مستشفى موريزكو"، بكلفة لا تتجاوز 28 مليون سنتيم، تستفيد منها خزينة الدولة. وأبرز المصدر ذاته أن وجود متبرعين بكلاهم، وهم في حالة موت دماغي، تكمن أهميته ليس في تخلص المريض من الفاتورة الأسبوعية للدياليز، بل في الشفاء من المرض، وتجنب خطر عيش قريب له بكلية واحدة، كما كان جار به العمل بالمغرب، مقابل 28 مليون سنتيم فقط. واعتبر المصدر الطبي أن نسبة نجاح العملية تكون 100 في المائة إذا احترمت الشروط، التي كانت وراء نجاح وحدة زرع الكلى بمستشفى "موريزكو" في إجراء عمليتين لزرع كليتين من متبرع في حالة موت دماغي. وذكر بلاغ للمركز الاستشفائي المذكور أن فريقا طبيا كان وراء إنجاز طبي غير مسبوق في المغرب، عندما نجح في إجراء عمليتين لزرع كليتين من متبرع في حالة موت دماغي، بعد أن كانت عمليات الزرع تجري من متبرعين أحياء، مشيرا إلى أن عملية استئصال الكلتين وعمليتي الزرع جرت في ظروف جيدة. وأضاف البلاغ أن المريضين، اللذين أجريت لهما عمليتا الزرع، تكلفت بهما وحدة زرع الكلى بالمركز، وأن حالتهما الصحية في تحسن، مشيرا إلى أن هذا النوع من العمليات بدأ الإعداد له منذ خمس سنوات، استنادا إلى التجارب المتراكمة في مجال زرع الكلي من قبل متبرع حي، ومن خلال تكوين الفرق الطبية في مجال تقنيات وإجراءات الاستئصال والزرع من قبل متبرع في حالة موت دماغي (جثة). إلى جانب دعم وزارة الصحة والوكالة الفرنسية للطب البيولوجي، أنجزت عملية الزرع بفضل تنسيق مختلف الفرق الطبية، وشبه الطبية والإدارية، وفريق تنسيق التبرع وزرع الكلى بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد. وأكد البلاغ أن هاتين العمليتين، اللتين كان لا يمكن إنجازهما دون موافقة المتبرع أو أفراد عائلته، اقتضتا تدخل فرق متعددة من المركز الاستشفائي، ومعهد باستور.