شهدت شطآن المتوسط على حوار موسيقي حضاري راق احتضنته ساحة محمد السادس بالحسيمة، مساء أمس الأربعاء، كانت الفرقة الإسبانية "يالما" للفلامينكو وفرقة بونعمان الريفية نجومه بامتياز، وذلك في اليوم الثالث من فعاليات الدورة السادسة للمهرجان المتوسطي للحسيمة. وقد نجحت الفرقة الإسبانية (منطقة غاليسيا) والتي تتكون من خمسة مغنيات (من غاليسيا) وخمس موسيقيين (من بلجيكا)، في تحويل الحسيمة إلى حديقة غناء حلق فيها جمهور المهرجان إلى أجواء مغربية-إسبانية مفعمة بالشعر الجميل والموسيقى والإيقاعات الصادرة من آلات تؤرخ لحضارة متوسطية متجذرة تجذر إنسان ضفتي المتوسط نفسه. ويجسد أداء فرقة "يالما" سحر وإبداعية والتنوع الثقافي واللغوي بالبحر الأبيض المتوسط . وتشتغل الفرقة، بعد دراسة وبحث في خزان الفلكلور الشعبي بغاليسيا (شمال شرق اسبانيا) على نقل هذا التراث بأسلوب خاص يمزج بين العصري والتقليدي متأثرة بالثقافة الوالونية والفلامانية وبمختلف الثقافات الأوروبية الأخرى. وتمثل الفرقة صورة حية للإبداع المتوسطي المنفتح على العالم والمعانق لكل الإبداعات الإنسانية، من خلال مزجها واعتمادها على نصوص تمتح من مرجعيات متعددة مع حفاظها على هويتها الغاليسية. وتعتمد فرقة "يالما" في أدائها بالأساس عى الآلات الموسيقية العتيقة الغاليسية ك"لا بونديراتا" و "لاغيطا"، كما تستعين بآلات "الأورغ" والقيتارة و"الكونترباس" والكمان والناي والبيانو. واكتمل مشهد هذا الحوار الراقي عندما أدى الفنان المغربي خالد إيزري مقاطع صحبة الفرقة كصورة منقطعة النظير للثراء وللتماهي والانصهار الفني الذي يقدم نموذجا للتلاحم بين ضفتي المتوسط . من جهة أخرى، أدت مجموعة بنعمان القادمة من أعماق الريف مجموعة من أغانيها، وبنعمان فرقة نحت منحى التجربة الغيوانية على مستوى الآلات والإيقاعات وعلى مستوى الكلمات. وكانت مفاجأة السهرة الثالثة المبرمجة في إطار الدورة السادسة للمهرجان المتوسطي للحسيمة تألق الصوت الكرواني الأمازيغي الفنانة الشابة تيفيور. يشار إلى أن المهرجان المتوسطي للحسيمة يتواصل إلى غاية 31 من يوليوز الجاري وسيتميز اليوم الخميس بالاحتفال بالسردين وستكون اسبانيا ضيف شرف هذا الاحتفال.