تشهد جماعة عين زورة بإقليم الدريوش منذ بداية الأسبوع الجاري غليان شعبي غير مسبوق والأول من نوعه بسبب مشروع تزويد بعض الدواوير بمركز الجماعة بالماء الصالح للشرب الذي انطلق في الاستغلال قبل بضعة شهور في حين تم إقصاء الدواوير الأخرى بشكل ممنهج وانتقائي لتزويد منازلهم بالماء الشروب اذ يعمد المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بصفته صاحب المشروع إلى حفر الآبار بتراب ذات الدواوير المقصية واستنزاف مياهها الجوفية بشكل خطير مهددا حياتهم ومعرضا ماشيتهم لخطر العطش. و قبل انتظار الشطر الثاني الذي قد يكون وقد لا يكون نظرا لندرة المياه بذات المنطقة لتزويد باقي الدواوير بالماء الشروب اندلعت احتجاجات شعبية و التي يبدو أنها لن تتوقف مادام الأمر يتعلق باستنزاف المياه الجوفية واغتصابها اغتصابا التي تأثرت وتؤثر سلبا على مادة المياه بالمنطقة بصفة عامة. وحسب مصدر مطلع، فان دوار أولاد سيدي عثمان المتضرر الأكبر ساهم هذا المشروع بشكل مباشر إلى تضرر أهم مصدر للمياه به وهو ما يطلق عليه أهل الدوار ب »العين الكبيرة » التي كانت تعتبر المزود الوحيد للدوار بمادة الماء سواء للشرب أو في المجال ألفلاحي إذ استنزفت مياهها بشكل كامل . وبعد مجموعة من المحطات النضالية التي خاضها المتضررون أدت إلى إيقاف البئر وعادت الروح إلى العيون والآبار المتضررة لكن الغريب والخطير في الأمر أن المكتب الوطني للكهرباء بدأ في تشغيل بئر ثاني له بالدوار المسمى » بوعلال » المتواجد شرق أولاد ميمون لتزويد زبنائه بالماء، لتفاجئ الساكنة المستفيدة أن المياه التي تصلهم غير صالحة إطلاقا للشرب بسبب تغيير طعمها ولونها الطبيعي الشيء الذي أثار غضب المستفيدين أيضا حيث نظموا وقفة احتجاجية يوم أمس أمام مقر الجماعة و القيادة مطالبين الجهات المختصة على التدخل العاجل لإيجاد حل للمشكلة، بينما تطالب الدواوير المتضررة والغير المستفيدة من المشروع إلى إيقاف استغلال المياه الجوفية. وعلم من مصدر جيد الاطلاع ان الساكنة المتضررة تلقت وعودا من الجهات المختصة لإيجاد حلول ترضي جميع الأطراف بدءا من حل ترقيعي من اقتراح جهات رسمية لكن لم يلتزم به المكتب الوطني للماء الصالح للشرب مما أعاد الاحتجاج إلى الشارع حيث اعتقلت عناصر الدرك الملكي مواطنين متضررين من المحتجين ولم نتمكن من معرفة مصيرهم إلى حدود الآن وما اتخذته النيابة العامة في حقهم والتهمة الموجهة إليهم. وكشف ذات المصدر، أن سكان عين زورة سيما المتضررين منهم في اتصال مع أبناء المنطقة المستقرين بعاصمة المملكة (الرباط) استعدادا لتنظيم مسيرة احتجاجية أمام المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب – قطاع الماء- ومسيرة ثانية امام البرلمان.