لقد أعدت جريدة المساء العدد 1101 ليوم الثلاثاء 06/04/2010ملفا حول أوضاع التعليم بجهة سوس ماسة درعة، ركزت فيه على الصراع ” الوهمي ” القائم بين مدير الأكاديمية، وقيادات النقابات التعليمية الخمس الجهوية. ورغم غياب الحد الأدنى من المعطيات المشروع في تكوين ملف حول الموضوع، فان الجريدة اكتفت ببيانات النقابات والأكاديمية، وببعض اللقاءات المباشرة بين طرفي الصراع المزعوم، التي لا تزيد الأمور إلا غموضا، يعمل على عرقلة تشكل الصورة الحقيقية لما يجري في قطاع التعليم، وفي جهة سوس ماسة درعة بشكل خاص، لترسم وتقدم الصورة العامة التي تريدها عن الموضوع. إن الوهم الذي ينطلق منه الذي اعد الملف، هو كون ما يجري بأكاديمية التربية والتكوين بسوس ماسة درعة، ليس سوى مسالة ترتبط بقضية تدبير منظومة التربية والتكوين بالجهة. هذا التدبير الذي طاله الفساد الإداري والنقابي، والذي يتحمله مدير الأكاديمية والقيادات النقابية الجهوية، وحسب منطق معد الملف، هو المسؤول عن تردي الأوضاع التعليمية بجهة سوس ماسة درعة. والجدير بالذكر، وانسجاما مع المنطق السابق، كون هذا الإعداد لملف التعليم بالجهة، يتوخى تقزيم توترات الساحة التعليمية بالجهة، والنضالات البطولية التي شهدتها، خصوصا في بعض الأقاليم، وحشرها داخل الصراع الوهمي بين الإدارة التربوية والقيادات النقابية الجهوية، حول نجاعة تدبير منظومة التربية والتكوين بالجهة، لينهي تحليله بالإشارة إلى طرف ثالث، وهم التلاميذ، ضحايا تلك الاختلالات حسب معد الملف. وهكذا رسمت الجريدة /الملف الصورة العامة، أو هكذا ظنت أنها أحاطت بالاختلالات التي تعرفها منظومة التربية والتكوين بجهة سوس ماسة درعة، مستهدفة في كل ذلك الرأي التعليمي الوطني، حتى تبقيه في مكانه، سجين وعي نقابي متدني لا يسبر الأغوار. إن تحديد مسؤولية الفساد التدبيري لمنظومة التربية والتكوين بجهة سوس ماسة درعة في الصراع الوهمي بين إدارة الأكاديمية والقيادات الجهوية للنقابات التعليمية، هو تحليل مراوغ، يجعل سبب تلك الاختلالات الحقيقي، مقدمات صحيحة) الميثاق – البرنامج الاستعجالي (الأمر الذي يسمح له بالتغاضي عن الطبيعة الجذرية والرافضة للملفات المطلبية الإقليمية) زاكورة – ورزازات نسبيا (لتلك المقدمات، وذلك بادراجها في قضية التدبير، التي يخصها بالاختلالات. الم يبرز ذلك الصراع الفوقي بعد أن تحرك قطار النضال الحقيقي بزاكورة؟ الم تبتعد مطالب القيادات الجهوية عن مطالب الشغيلة التعليمية بإقليم زاكورة مسافة سنوات ضوئية؟ الم تحاول تلك القيادات، منذ المحطة الأولى، توقيف القطار وتحريف مساره؟ الم يتكالب الجميع، إدارة والبيروقراطيات النقابية الفاسدة، الوطنية والجهوية، على النضالات البطولية للشغيلة التعليمية بإقليم زاكورة؟ وأخيرا، ألا تلتحق الجريدة / الملف، رغم حيادها المهني المصطنع، الذي لم تستطع بواسطته أن تخفي اصطفافها الضمني مع منطق إصلاح منظومة التربية والتكوين، كما حدده الميثاق، ومن بعده البرنامج الاستعجالي، بمتراس الإدارة والبيروقراطيات النقابية الفاسدة؟ إن التعريف بالنضالات الحقيقية للشغيلة التعليمية هي من صميم مهمة كل نقابي ديمقراطي وكفاحي، وذلك بنشر وتوزيع وتعميم كل البيانات والبلاغات الخاصة بتلك النضالات، وتغطيات لجان الإعلام الموازية لها، في صفوف نساء ورجال التعليم، حتى تنفضح الأكاذيب الإعلامية الرسمية، سواء السمعية – البصرية، أو المكتوبة، المغرضة والمكرسة لإصلاح مدمر لمصالح الشعب المغربي التربوية. بقلم الأستاذ احسين