أزيد من 25 ساعة هو الفرق بين الساعات المقررة رسميا و الساعات المنجزة فعليا في مادة الرياضيات بالتعليم الثانوي الإعدادي خلال كل موسم دراسي، ولعل هذا الفرق لا يختلف كثيرا بالنسبة لبقية المواد الدراسية الأخرى في جل مؤسسات التعليم العمومي، وهو فرق بين تشهد عليه دفاتر النصوص من خلال التواريخ المثبتة، و يعكس استمرار ظاهرة هدر الزمن التربوي التي تؤثر سلبا على التحصيل الدراسي، و ترفع نسبة الهدر المدرسي. • إرجاء العمليات الإدارية المتعلقة بتسجيل التلاميذ إلى مطلع السنة الدراسية؛ • تأخر عملية الإيواء و التغذية بالقسم الداخلي في بداية الموسم الدراسي؛ • شيوع غياب التلاميذ قبيل العطل المدرسية و الامتحانات الاشهادية؛ • الإضرابات المتتالية؛ • اتخاذ بعض مؤسسات التعليم الثانوي الإعدادي كمراكز لتنظيم الامتحانات؛ • إدراج الأنشطة الموازية و اجتماعات المجالس و التكوينات خلال أيام الدراسة... كلها أسباب تؤدي إلى تفاقم هذه الظاهرة و تدعو إلى اتخاذ التدابير اللازمة و الإجراءات العملية التي من شأنها أن تعمل على حفظ حقوق تلاميذ مؤسسات التعليم العمومي. فالأستاذ لم يعد بإمكانه إتمام المقرر الدراسي، و إذا أتمه فإن ذلك يكون على حساب حصص الدعم المندمج، و طرق التدريس، وفي كلتا الحالتين يجد التلميذ صعوبات بالغة في بناء و تنمية كفاياته الأساسية مما يؤثر على جودة التعليم و التعلم على حد سواء. و إذا استحضرنا الطبيعة التعاقبية و الترابطية لمادة الرياضيات إلى جانب الساعات المهدرة، تبين لنا أحد الأسباب القوية لتدني مستوى التلاميذ في مادة الرياضيات و الذي يكرس ظاهرة الساعات الإضافية، و يضع أساتذة الأقسام الموالية في وضعية صعبة أمام تلاميذ يعانون من نقص حاد في المكتسبات القبلية لا تنفع معه إجراءات الدعم الوقائي و التصحيحي. إن الزمن التربوي المدرسي يعتبر القناة الرئيسية لتصريف أهداف و توجهات المنهج الدراسي و أي تبذير له أو خلل في تدبيره، يؤدي إلى نتائج سلبية على مستوى التحصيل. و عليه، فإن الجهود المبذولة في إطار إصلاح المدرسة العمومية ينبغي أن تصب في الاستثمار المعقلن له و رفع كافة أشكال تبديده طوعا أو كرها. محمد سرتي مراسل صحيفة الأستاذ من تارودانت