لقد كان يوم الأربعاء 08 شعبان 1436 // 27 ماي 2015 يوما فارقا و مشهودا في تاريخ ثانوية عثمان بن عفان التأهيلية بحي الرميلة بتاونات، لاعتبارات عديدة. و إن كان الأمر قد يبدو بسيطا و متعلقا بمجرد حفل، فإن استحضار الإكراهات التي عانت منها مكونات هذه المؤسسة من أطر إدارية و تربوية و تلاميذ، يجعل قيمة الحفل ذات دلالات عميقة ويرسل رسائل قوية – (سنعود إليها قبيل ختم هذ التقرير ) – و يرشح ، بالتالي، المؤسسة ككل إلى "الشارة الوطنية لرفع التحدي". الحفل الذي انطلق في حدود 10:30 صباحا بإحدى القاعات الأربع المستعارة من ثانوية علال الفاسي الإعدادية– و التي تم توظيفها هذه السنة لكي تنتحل صفة ثانوية قيل في نهاية الموسم الماضي أنها ستستقبل حوالي 1300 تلميذ و تلميذة، و أنها ستخفف من الضغط الممارس على باقي مؤسسات المدينة — استهل بترديد مجموعة من التلميذات للنشيد الوطني، و بتلاوة أيات بينات من الذكر الحكيم، تلتها التلميذة فاطمة الزهراء العبد الرحماني، قبل أن ينتقل الحضور إلى الاستمتاع بفقرات فنية، شملت مسرحيات عالج فيها التلاميذ مواضع معاصرة و ذات حضور بارز في ثقافة المغاربة من قبيل العنف ضد المرأة ،و المخذرات، و تبذير المياه المنزلية، و كذا الفجوة بين الأجيال و علاقة ذلك بالتعثر الدراسي، و علاقة الزمالة (friendship) بين التلاميذ و أثر ذلك على السلوكات المكتسبة . كما شمل الحفل الفني تقديم أناشيد روحية ممتازة من قبيل أنشودة "ياطيبة " التي أدتها كل من التلميذة يسرى بغوج، وئام الحداد، ابتسام مطيع، إيمان الحمراوي، و سلمى القلوبي. الحفل تميز كذلك بتوزيع شواهد تقديرية و جوائز الاستحقاق على التلاميذ الحاصلين على أعلى معدل في الدورة الأولى (خمسة جذوع مشتركة،إحدها علمي) ،و التي عادت كلها للإناث ! كما تم توزيع ميداليات على الفريقين الفائزين بالدوري الربيعي الأول في صنف كرة القدم المصغرة ، التي فاز ببطولتها فريق جذع مشترك أدب 03 ، و صنف كرة السلة التي فازت ببطولتها تلميذات جدع مشترك أدب 01، و هي مبادرة كانت من تأطير أستاذة التربية البدنية الفاضلة إكرام النمشي. من خلال هذا الحفل تكون ثانوية عثمان بن عفان قد نجحت في كتابة ثلاثة رسائل تاريخية، و هي كما يلي: . أن التلميذ المغربي تلميذ متميز و خزان مواهب مبهرة، و لا يحتاج سوى من يسقلها و يوجهها نحو الوجهة السليمة،و أن النخبة المسيرة للشأن العام تتحمل المسؤولية عن الضياع و الإتلاف الذي يلحق بطاقات الوطن. . أن الإدارة المغربية قادرة على الإبداع و العطاء لو وجدت محيطا يشجع الأفكار الخلاقة و يضع يده في يد الراغبين في رفع التحدي، . أن إدارة ثانوية عثمان بن عفان التأهيلية نجحت في تجاوز إكراهات مدمرة للنفس و حارقة للأعصاب في ظل ظروف عمل لا توفر الحد الأدنى المساعد على أداء المهام المنوطة و الرسالة المتوخاة من مؤسسة بحجم رهانات الإصلاح التربوي و التخطيط التنموي. ففي الوقت الذي يختتم فيه فضاء المؤسسة الحقيقي موسمه الحالي 2014/2015 كمجرد ورش بناء متعثر و غير مكتمل، بعد مرور أزيد من ثلاث سنوات على انطلاقه، وفي غياب أدنى الضمانات بأنه سيكتمل ،تختتم هذه المؤسسة بإسمها الفعلي، وبفضاء مستعار، بثلاثة أطر إدارية، و تسعة أساتذة، و حوالي 180 تلميذا، داخل حجرات منفتحة على محيطها، و مستباحة في كرامتها، غير قادرة في ظل البنية المتوفرة على استقبال و استيعاب بنية 2015/ 2016. فهل سيتم استدراك الوضع قبل أن فوات الآوان؟ تلامذة ثانوية عثمان بن عفان التأهيلية يخلقون المفاجأة و يختتمون السنة الدراسية بحفل فني راقي و مبهر