على بعد يومين من العيد الأممي الذي يصادف الثامن من مارس ، و الذي تقف فيه الشعوب وقفة تأمل و امتنان للمرأة ، ليس كمجرد رقم فقط، و إنما كأم و زوجة و أخت و زميلة في العمل و الميدان، تأبى ظروف الإشتغال بقطاع التعليم بتاونات إلا أن تكرم المرأة الأستاذة بطريقة شاذة و لا إنسانية . فصباح يوم الجمعة 06 مارس 2015 تعرضت أستاذة مادة اللغة العربية (ز.ح) لإعتداء لفظي شنيع من طرف أحد تلامذتها ،الأمر الذي تسبب لها في صدمة نفسية و انهيار عصبي. الواقعة أدت إلى ارتباك شديد في أوساط مكونات "الحجرات الأربعة" ، ((التي تحمل إسم ثانوية عثمان بن عفان التأهيلية !! ))،من تلاميذ و أساتذة و إدارة تربوية ، خصوصا و أن مسرح الواقعة كان وسط حجرة بالطابق الثاني، و أنه كان مصحوبا برجات الجدران و السقف، و كذا الصراخ المرتفع جدا. وفور علمهم بالنازلة عمد زملاء الأستاذة المعنفة إلى تجسيد وقفة تضامنية معها من ساعتين، تم خلالهما عقد لقاء عاجل، و الإتصال بكل من السلطة المحلية و قسم الشرطة بالمدينة من أجل اطلاعهم على هذا الإعتداء و القيام بواجبهم اتجاه حماية المؤسسة الوطنية ضد كل من يعرقل دورها و إشعاعها ويحاول جاهدا إطفاء نورها . فالأستاذة ليست سوى واحدة من الذين،و اللواتي،أسندت إليهم مهمة تنوير الدروب و إجلاء الضباب. وتأتي هذه النازلة في أوج البوليميك الذي تسببته مذكرات رشيد بلمختار في نسخها الثانية ، و التي تروم تغيير السياق المعهود المتعلق بمسطرة انضباط التلاميذ، و حدود سلطة رجل التعليم، وهو الأمر الذي تسبب في شبه انفلات أمني و تربوي غير مسبوق داخل أصوار المؤسسات التربوية و فصولها الدراسية. جدير بالذكر كذلك، أن ظروف العمل التي تعيشها الأطر الإدارية و التربوية على حد سواء بما سمي مجازا " ثانوية عثمان بن عفان التأهيلية " تشكل استثناء بالشرق الأوسط و شمال إفريقيا، حيث اختزل إسمها في أربعة حجرات مستعارة من عند الثانوية الإعدادية علال الفاسي ، الإعدادية التي تحتضن الثانوية و ما حوت، و هي فصول شبيهة بحجرات تقديم الدعم وسط الدروب و الأزقة،يلجها أهل الدار كما الغرباء، في غياب أدنى شروط العمل. فأين النيابة و الأكاديمية و الوزارة من كل هذا؟ و كيف ستتمكن أطر الثانوية من احتضان التلاميذ و تأطير هم تربويا و علميا و فنيا في ظل واقع يصر على إبقاء ثانوية عثمان بن عفان التأهيلية –الحقيقية— موصدة الأبواب إلى حدود الآن، و بعد مضي حوالي 75 بالمائة من وعاء الزمن المدرسي للموسم الدراسي 2014/ 2015. عشية تكريم المرأة ، أستاذة بثانوية عثمان بن عفان التأهيلية بتاونات تتعرض لإعتداء