تهدف المقاربة بالكفايات الى تنمية الاستقلال الذاتي للمتعلم وذلك عن طريق جعله قادرا على توظيف معارفه في مختلف الوضعيات التي تواجهه، ومن هذه الوضعيات التي ينبغي ان يكون قادرا على مواجهتها في مادة التربية الاسلامية الوضعية – التقويمية، ففي إطار المقاربة بالكفايات تعتبر الوضعية التقويمية عنصرا مركزيا فيها، وتمثل المجال الملائم الذي تنجز فيه أنشطة تقويم الكفاية. والوضعية التقويمية لا تختلف في تركيبتها عن الوضعية المشكلة التي تعتمد في التعلم وإكساب الكفاية إلا في درجة تعقيد المشكلة، حيث تكون المشكلة في الوضعية المشكلة مركبة بدرجة كبيرة بحيث تطرح أمام المتعلم تحديا طويل الأمد وتستدعي منه عددا من التعلمات الجديدة للتمكن من حلها، في حين تكون المشكلة في الوضعية التقويمية في متناول المتعلم، ولا تفرض عليه تحديات تتطلب تعلمات جديدة بل تستدعي فقط تعبئة تعلماته ومكتسباته. "بصفة عامة يمكن القول إن الوضعية – المشكلة تعني جملة من المعلومات التي ينبغي أن يحركها شخص أو مجموعة أشخاص من اجل تنفيذ مهمة معينة لم يكن مخرجها في البداية واضحا. تتحدد الوضعية -المشكلة بمكونين: الوضعية التي تستلزم وجود فرد وسياق، والمشكلة التي تتحدد أساسا من خلال عائق، أو مهمة يجب إنجازها، ومعلومات يجب مفصلتها. واستاذ مادة التربية الإسلامية مطالب بتنويع وضعياته التقويمية بحيث يراعي فيها ما يلي* *الرجوع إلى التوجيهات التربوية الخاصة بالمادة *التأكد من أن لسياق الوضعية معنى عند المتعلم، وأنه مرتبط بأحد مجالات التكوين العامة، وأنه يراعي محتويات التكوين *تحديد الكفايات المستعرضة، وكفايات المادة، وكذا معايير التقويم المستهدفة من الوضعية *توقع مهمات مختلفة، بإحداث روابط ممكنة بين مختلف مجالات التعلم *التأكد من أن مقطع تحقيق المهمات يحترم الأزمنة الثلاثة لسير الوضعية، الإعداد، التحقيق، الإدماج *استهداف عناصر محتويات التكوين التي ستكون موضوع التعلم *تحديد الموارد التي سيسمح للمتعلمين باستعمالها، وتوقع ما قد يطلبه هؤلاء أثناء الإنجاز * ا لتأكد من تغطية تحضير التقويم -الذي يكون جزءا من التحضير العام-يغطي مجموع المعايير ويستعمل مختلف وسائل التقويم التي تمكنه من تقديم حكم صحيح وصادق عن نمو الكفايات، اعتمادا على منتظرات وغيات نهاية السلك وفيما يلي نقترح على أساتذة مادة التربية الإسلامية بعض الوضعيات التقويمية في مستوى جذع مشترك واولى باك وثانية باك وضعية تقويمية للوحدة التعبدية في مستوى جذع مشترك: لاحظ محمد على صديقه علي في العمل تهاونه في أداء الصلوات في وقتها وكذبه عليه في مجموعة من المواضيع التي تخص العمل, وحتى عندما يحل شهر رمضان يظل نائما طيلة اليوم لكي لا يحس بالجوع والعطش , وعندما ينتهي هذا الشهر الكريم لا يدفع زكاة الفطر ويتعلل بالفقر, كما انه يتمنى الذهاب للحج بنية ان يلقبه الناس بلقب الحاج فقط, ويتشبث بالرخص بدعوى ان الإسلام ميسر ..وعلى اثر ذلك نبهه صديقه إلى ضرورة القيام بهذه الأركان بنية صادقة، كما أن أهميتها في بناء الفرد والمجتمع تقتضي من المسلم جعلها من أولويات حياته مذكرا له بقول الله تعالى:" وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر" وقول الرسول ص:" رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش" وقوله تعالى:" خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها"، بالإضافة الى انه لم يغفل الى توجيهه الى الاثارالنفسية والاجتماعية للحج على الإنسان، مع كل هذا التوجيه حاول علي مقاطعة صديقه وخلق تبريرات لتصرفاته محاولا بعد ذلك تحاشي الحديث معه… وضعية تقويمية للوحدةالتواصليةوالصحية في مستوى أولى باك: في احد اقسام الأولى باك اداب 3 بالثانوية التأهيلية ابن طفيل بجماعة أولاد ايعيش ,وقع شجار بين التلميذين محمد وسعيد حول احقية جلوس كل منهم في احد المقاعد الامامية المقابل لأستاذة مادة التربية الإسلامية, وعلى اثر هذا الصراع الذي نشب بين التلميذين والذي اثر على السير العادي للحصة ,تدخلت الأستاذة لتنبه التلميذين الى أهمية التواصل ودوره في الحفاظ على العلاقات الجيدة بين التلاميذ، وكل إخلال بقيمه وقواعده يؤدي إلى الاختلاف المذموم، وقد يؤثر على نفسية المتنازعين، أو يخرج أحدهم عن حدود العفة، ورغم موعظة الأستاذة تذكيره بحديث الرسول ص(ما كان الرفق في شيء الا زانه وما نزع من شيء الا شانه)، لم يقتنع سعيد متوعدا محمد بالانتقام…. وضعية تقويمية للوحدة الحقوقية في مستوى ثانية باك: خلال القيام بعملية إصلاح مواسير بيته، تسبب علي في ضرر لمحمد معتديا على حق الجوار غير آبه بأهمية احترام حقوقه كما حثت عليها الشريعة الإسلامية، وفي محاولة لنصحه ذكره محمد بأهمية احترام الحقوق وتجنب العدوان والتي عملت الشريعة على حفظها وحمايتها وشرعت عقوبات لردع من يتجاوزها مذكرا إياه بقوله تعالى(وكتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس والعين بالعين والانف بالأنف والاذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص )وقوله ص(كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)، لم يستسغ علي كلام محمد واستمر بالسب والقذف والتهديد إلى حد إشهار سكين في وجهه محاولا الاعتداء على حياته، أمام هذا الوضع تدخل الجيران دون وضع حد للمشكل.. وخلاصة القول فأستاذ مادة التربية الإسلامية مطالب بتنويع وضعياته التقويمية، إذا كان يطمح الى تحقيق الجودة والنوعية لتفجير الطاقات الذاتية والابداعية لمتعلميه. أهمية تنويع الوضعيات التقويمية في مادة التربية الإسلامية : ذ.كريمة مهتدي/أستاذة التعليم الثانوي التأهيلي/مادة التربية الإسلامية/ثانوية ابن طفيل التأهيلية/أولاد ايعيش