إلى عهد قريب ساد مفهوم حرمة المؤسسة التعليمية الخطابات المنددة بأي تدخل أو انتهاك للمؤسسة التعليمية حيث اعتبرت كأماكن العبادة في قدسيتها ،بل حتى قوات حفظ الأمن كانت تتردد كثيرا قبل الدخول إلى المدارس والمعاهد والجامعات في حالة استدعائها للتدخل . أما اليوم فكأن الرداءة والبذاءة غزت كل مكان ونلاحظ أن المؤسسة التعليمية هي ذاك الكائن الفضائي الذي يتم الاعتداء عليه في كل لحظة : فعلى حائط المدرسة يقضي المارة حاجاتهم الطبيعية ، وُيرمي عليها الجميع الأزبال ، وتنتهك جوانبها من طرف المشردين والباعة المتجولين… وغيرها من التهجم الفضائي والأخلاقي على مكان من المفروض أن يكون موضع احترام من الجميع لكي ُيرسل رسائل إلى النشء مفادها الاحترام والرفع شأنها. ومن نماذج هذا الوضع المشين الثانوية التأهيلية يوسف بن تاشفين بمقاطعة سيدي يوسف بن علي بمراكش. هذه المؤسسة العريقة بتاريخها التكويني والنضالي ، حيث منها تخرجت أفواج من هذا الحي الهامشي والتي أثبتت أن المدرسة بإمكانها تغيير الواقع المعيش لروادها وتمنحهم مصعدا اجتماعيا ويصبحوا مواطنين صالحين . تعيش هذه المؤسسة على واقع مرير حيث أن سورها الذي عمر لعقود أصبح عاجزا عن حمايتها من المنتهكين لحرمتها . فبعد انتهاء الدروس وإغلاق أبوابها الرسمية تشهد هجرة جحافل من الأطفال واليافعين يتسلقون أسوارها من عدة مداخل ،ومنها مدخل مُطل على مقر العمالة السابق ، يهُب هؤلاء شكليا للعب كرة القدم على ملاعبها ، لكن عندما يتوارون عن الأنظار يعلم الله ما يفعلون ؟؟؟ نقول هذا في إحالة على حادث عكسته الصحافة المحلية خلال السنة الماضية حين تفاجأ التلاميذ ذات صباح بوجود شخص غريب بمعية خليلته وقد قضيا ليلتهم الماجنة في مستودع ملابس الثانوية… وقد تجند الفاعلون والشركاء آنذاك ودخلوا في سلسلة من الاجتماعات والمشاورات مع الجهات المسؤولة محليا وجهويا لوضع حد لدخول الغرباء إلى فضاء المؤسسة التي تحتوي على قسم داخلي سوف يصبح من المستحيل تأمين سلامة نزلائه . لكن الأمر قد طواه النسيان أمام تسويف الإدارة المحلية والجهوية مما أغاض كثير الفاعلين التربويين وبعض الأطر التعليمية الغيورة على هذه المؤسسة . أمام هذا الوضع الشاذ لايمكن لأي كان أن يتحدث عن إصلاح للمدرسة وهي تعرف انتهاكات لحرمتها وخدشا فعليا ورمزيا في صورتها ، فعلى مجموع الغيورين التحرك لوضع حد لهذا المنكر الذي لا يتطلب الكثير… مراكش :تفاقم انتهاك فضاء المؤسسات التعليمية