انتقد إطار التدريس والباحث في قضايا التربية والتكوين، محمد الشلوشي تخصيص يوم واحد فقط كعطلة مدرسية لنهاية السنة الميلادية، على اعتبار أنه "يرسل إشارات خاطئة للعالم لا تتناسب وحجم الانفتاح الايجابي الذي تعيشه المملكة. وأضاف الشلوشي أن تخصيص يوم واحد للعطلة المذكورة "قد يضعف سمعة المغرب كبلد للتسامح والتعايش والتآلف مع الاهتمامات الدولية الكبرى، كما سيضرّ بالتأكيد الترويجَ لثقافة سياحية داخلية وخارجية تنهل من المميزات الضخمة للمنتوج السياحي المغربي بشقيه التراثي والطبيعي والمؤسسي". وزاد الشلوشي، عبر مقال خصّ به هسبريس، أنه حينما يستمتع جميع أطفال العالم بعطلة السنة الجديدة من 21 دجنبر إلى 5 يناير بمن فيهم أطفال دولة الامارات العربية المتحدة المسلمة واليابان البوذية وانجلترا البروستانتينية وبرازيليا الكاثوليكية وبومباي المختلطة، فإن أطفال المغرب يتسمرون في الكراسي الباردة". وتابع أن ذلك "يضيع عليهم فرصا كثيرة لصنع ذكريات الطفولة السعيدة والاستمتاع مع أسرهم بدخول سنة كونية جديدة تجاوزت بعدها الديني واكتسبت عالميتها الإدارية وقوتها التقويمية. مضيفاً:"يكفي أنّ برج خليفة استضاف ضمن احتفالات رأس العام للسنة الماضية أكثر من عشرة آلاف طفل ضمن أسرهم من كل بقاع المعمور". واستطرد الشلوشي: "أن يكون المغرب استثناءً في هذا الشأن رغم اكراهات التوزيع الدراسي السنوي لدورتين، سيفتح الباب أمام تأويلات ليس أقلها إدخال التعليم في تجاذبات إيديولوجية ضيقة، كانت رسالة الجهات العليا واضحة في ضرورة تجنبها " وفق تعبير الشلوشي . وأضاف الباحث في قضايا التربية والتكوين، أن العطل المدرسية ليست مجرد أيام يُعفى فيها التلاميذ من الفصول، بل أضحت رافعا تنمويا واقتصاديا في كل بقاع العالم، وأولوية قصوى في تدبير العملية التربوية وفق ما تتطلبه الشروط التعليمية والنفسية والاجتماعية للطفل، وتخطيطها لا بد وأن يراعي ضرورة تحريك العجلة السياحية والاقتصادية في البلد، ومجاراة الاهتمامات الكبرى لكل أطفال العالم. ولفت الشلوشي الانتباه الى أن هناك اتجاها عالميا بجل دول المعمور نحو توحيد الدخول المدرسي في الأسبوع الأول من شتنبر واختتامه رسميا في الأسبوع الثالث من شهر يونيو، مع عطلتين موحدتين تقريبا من أسبوعين كاملين نهاية السنة الميلادية وأخرى بداية الربيع. وذلك في وقت يبقي فيه مقرر التنظيم التربوي السنوي في المغرب ولسنوات على "بدعة العاشر من يوليوز كآخر يوم دراسي وما يعنيه من تكبيل للأطر التربوية والإدارية في زمن مدرسي ميت لا يراعي خصوصيات الظروف المناخية والاجتماعية للبلد". "إضافة إلى تخصيص يوم واحد فقط كعطلة لفاتح السنة الميلادية"، يتابع الشلوشي "دون أن تكون هناك نية واضحة للمسؤولين التربويين في إيجاد حلٍ لهذا الوضع بأفكار خلاقة وجريئة تنهي الدورة الأولى مع نهاية شهر دجنبر عوض فاتح فبراير". وختم الشلوشي مقاله "بأن رؤية جديدة للتنظيم التربوي المدرسي للموسم القادم تتضمن بصمة السيد الوزير رشيد بلمختار، وتمتح من التفاعلات الغنية للمشهد التربوي اليوم أصبحت ضرورة قصوى للتحسيس بأن جيلا جديدا من المدارس المغربية قد وُلد، عوض الاكتفاء ب"استنساخ واجترار اجتهادات الوزارات السابقة عن الزمن المدرسي إلى درجة تخصيص يوم واحد فقط لعطلة رأس السنة". إطار تربوي يطالب بتمديد عطلة رأس السنة الميلادية بالمغرب