نتائج الحركة الإنتقالية الجهوية للتعليم *** و بعضا من طرق حسم السباق *** عبد الله عزوزي: وردت هذه الحكاية الذكية في قصص الأطفال و أدب مملكة الحيوانات. تقول القصة أن قنفذا كسب رهان سباق ضد الأرنب،المشهور بخفته و سرعته، بسبب الكذب و التمويه، فكانت عواقب ذلك تقدم الأرنب عن طواعية إلى المشنقة لينتحر من تلقاء نفسه على نتيجة سباق لا تستساغ قط ، ويعسر هضمها رغم الجوع. فمن أجل التفوق على الأرنب السريع،في سباق العام، و مصادرة حقه في أمر لا يجادل إثنان في أحقيته فيه ، عمد العداء القنفذ إلى إبرام إتفاق "المخدة" أو اتفاق "آخر الليل" مع زوجته إذ إقتضت الخطة أن يتكفل هو بالتمويه عند إنطلاقة السباق، في حين تتكفل هي بالتمويه و الخديعة في الأمتار الأخيرة من المضمار، دون أن يتفطن الأرنب "الأرنوب" للخدعة، لأن كل القنافذ تتشابه، و ليس فيها أملسا، وغالبا ما تعمد إلى الإنطواء على ذاتها وإخفاء وجهها بين أشواكها في شكل كرة برازيلية شوكية. وهكذا إصطف القنفذ الزوج جنبا إلى جنب مع الأرنب الأعزب ، في سباق القرب و التحدي،أمام حشد من جمهور المتفرجين،من ثعالب و ذئاب بين واقفة وجالسة جلسة القرفصاء، بعيون براقة وألسنة متدلية …، و شرعا معا في العد العكسي للسباق : "ثلاثة !…إثنان!… واحد !" ثم إنطلق الأرنب كالبرق بحكم عامل التجربة و الرشاقة؛ بينما توارى القنفذ إلى الخلف، مستبطنا ضحكة ساخرة على سذاجة الآخرين، في حين إقتضت مهمة القنفذ الأنثى ،المرابطة على بعد أمتار من خط الوصول،أن تدخل على خط السباق مع رؤيتها لأولى سحابات الغبار المنبعث خلف مسار الأرنب… فلكم أن تتصوروا النتيجة، ولكم أن تتصورا مشاعر أرنب بقلب خفاق، و "عرق منسكب" وركض ذهب أدراج الرياح، ولكم أن تتصوروا كذلك الأرنب كعمر المختار يقاد مكبلا إلى المشنقة، مع وجود الفارق طبعا. فعمر شهيد الوطن، و قاده العدو الطلياني المنتصر للقدر المحتوم، في حين أن الأرنب ضحية قوانين السباق المفبركة، وتحالف المكر مع المكر، وتفشي قانون الغاب الرجعي بين' الإخوة ‘ الأعداء. سقنا هذه القصة لتقريب الرأي العام من واقع قد لا يعرفه سوى رجال التعليم الذين بمجرد ما يشفون من وجع وآلام رأس الفصل، حتى تنفرد بهم حمى نتائج الحركة الإنتقالية.فأنى لقلب و ظمير أن يعمر حينا من الدهر وقد وهب خلاياه قربانا للزمن و السراب، يفعلان فيه ما يشاءان ؟ فسباق الحركة التعليمية لنساء و رجال التعليم (ومعذرة، فليس كل النساء نساء كما أن ليس كل الرجال رجال)، لها مقاسها في قصة الأرنب و القنفذين . فإذا تواطأ عليك خصومك في السباقات الداخلية لطنجة-الكويرة ، فلا ينفع أن تكون الأجدر و الأسرع و الأولى. هذه الحقائق أكدتها نتائج الحركة الوطنية بسرابها الثلاثي الفاقع: الوطني و الجهوي (وعما قريب نتائج الحركة المحلية) ، حيث يكفي المتسابق(ة) أن تكون له أو لها زوجا، وعقد نكاح طبعا، مضاد للماء،ويساعد على ركوب الموج و التزحلق ، ومستعد(ة) لإستعماله كورقة ضغط، حتى يجد نفسه أو نفسها على عتبة المؤسسة التعليمية التي طالما حلم بها حلم الطفل ببندقية أو شاحنة بلاستيكية تهدى له بمناسبة عاشراء. فتزامنا مع كتابة هذه السطر، تعرف أروقة إحدى نيابات الجهة غليانا غير مسبوق، خصوصا في صفوف المظلومين و المظلومات المتضررين والمتضررات من نتائج الحركة الجهوية التي يقولون عنها أنه شابتها خروقات خرقاء و مدوية، مكنت ذوي سنة واحدة من الأقدمية و حصيلة ستة نقط ، من الإقتراب من مكيفات هواء مكاتب العمالة، في حين أن من بسلتهم خمسون نقطة (أو باكورة) تركوا للناموس بوديان المداشر والقرى يهاجمهم ويهاجم باكورهم، وينوبون عن إمام المسجد،إذا غاب عن الدوار، فيقومون بكل ما وكل به وبايعه عليه الناس. لا ريب أن قضية نتائج حركة هذه السنة أريد لها أن تحرك بعضا و تشل آخرين كليا، أو علا الأقل نصفيا. فالأمر مرشح للتطور و مفتوح على كل الإحتمالات، وسيسجله التاريخ ، لا محالة، على جلد الأرنب المنتحر بشوك القنافذ الفائزة و يعلقه على من شاء من السبورات و أبواب المؤسسات … 13 رمضان 1435 // 11 يوليوز 2014. نتائج الحركة الإنتقالية الجهوية للتعليم