يحكى أن أرنباً كبيراً بحجمه ،صغيراً بفعله ،متواضع التفكير بعقله أراد يوماً أن يداعب السلحفاة ويتنافس معها في سباق مع زمن الأدوات المتطورة ،كان يراقب حركاتها تارة يسخر من تدحرجها وتارة يهزأ من القرقعة التي ترتديها وتعيق تحركاتها ويخطف منها أية أعشاب خضراء قد تلتقطها للتناولها ،كان مغروراً متفاخراً بنفسه وسرعته ،،ودائماً يطلب منها أن تسابقه في بضع خطوات كي يريها سرعته ،،وهي ترفض ذلك ،،إلا أن الأرنب مصر على التنافس معها ،، بدأ صديقنا الأرنب يحتال على السلحفاة ويحبط محاولاتها في اللعب بهدوء وسلام،كانت بذكاء خفي لا يلمحه الأرنب في شكلها تقنعه بالعدول عن الفكرة وهو يرفض وكلما تذاكى عليها كانت هي اذكى منه وبدى ذلك واضحاً في تحركاتها الدقيقة الذكية التي تنم عن خبرة لم تكتسبها في ميادين السباقات أوالمارثونات لا يدخلها إلا متمرس في سباقات الزمن العاثر أمثال الأرنب ،بل حكم طبيعتها التي تتسم بالهدوء والتروي والحكمة والحُلم ،بقي الأرنب يراوغها ويحتال عليها ويقول لها تعالي لنتسابق لنلهو تعالي نتسابق نركض نقطف الزهور الملونة ونقدمها للبؤة التي ستتوج الليلة أميرة للحيوانات في غابة الأسود ستكون سيدة تسود على كل حيوان يعتقد أنه أقوى منها ،،وزاد كي يقنعها تعالي يا سلحفوتي الحلوة أنها الغابة هناك قريبة ،، فإذا فزت أنت وسبقتني سآخذ الجزر لأولادي بدل الزهور، وإذا سبقتك أنا سأعطيك الجزر كي تحمليه لأولادي وأذهب أنا للحفل أقدم الزهور للبؤة ،،وبعد طول تفكير أقتنعت السلحفاة وطلبت منه أن يمهلها نصف ساعة وينتظرها قرب النقطة المتفق عليها عند بئر الماء كي يبدئا السباق حسب الشرط ،بحكم طبيعته بتسرعه وسرعة إتخاذ قراراته وافق ،ثم هرع مسرعاً إلى بئر الماء وجلس فرحاً بغباءه لأنه وصل قبلها بكثير وجلس يتفيأ ظلال شجرة قرب البئر وصار يخطط ويحدث نفسه كيف توافق وكيف يمكنها أن تجاريني نبدأ هنا ونسير هناك بسرعتها المتباطئة كم هي غبية ،،سانتظر كما أتفقنا لنبدأ سوية و لينتهي سباقنا عند طرف الغابة قرب بوابة الحفل الكبير ،،إتكأ صديقنا وحدث نفسه ساخراً من عزم السلحفاة على مجاراته وقال: سأنام لحين حضورها ،،فهي لا تدرك سرعتي في الركض ومن المؤكد سأسبقها ،،في هذه الأثناء بحثت السلحفاة الخضراء الملونة في الجوار لى عربة بلاستيكية كانت قد رايتها حين تجوالها قرب حديقة الصغار ،ولم تبحث كثيراً فقد ألقيت وراء الأعشاب ولم يأخذها أحد ،فسارعت إلى تنظيفها بمساعدة صديقها سلحوف الذي كان دليلها ومستشارها دون أن يعرف أرنوب عنه ،أسرع سلحوف والسلحفاة لأخذ السيارة إلى بئر الماء وأيقظا الأرنب كي يبدأ السباق بينهما ،،وحين فتح الارنب عيناه ورأى السيارة البلاستيكية الصغيرة قهقه كثيراً وضحك وقال للسلحفاة لا تتوسلي لي كي أوافق على إستخدام هذه الآلة البلاستيكية كي تركبيها لتسابقيني ،،أنا موافق فهي ليست أسرع مني والطريق وعر وكله حجارة وسرعان ما ستقذفك خارجاً وأفوز أنا هاها ها ها ،،،هيا فلنبدأ وقال بثقة عمياء : حسناً حسناً هيا دعي هذا السلحوف ليساعدك وسأسير جنبك إلى أن نقترب من الغابة حينها سأضطر للركض كي أقطف الزهور وأقدمها للبؤة ،،وفعلاً بدأت السلحفاة تتدحرج فوق السيارة حتى إستقلت فوقها وسلحوف يدفعها والأرنب يضحك لهذا المنظر الهزلي الذي بدى التحدي به واضحاً وأختارت السلحفاة طريقاً زلقاً لكن الأرنب كي يقفز بثقة فوق الحجارة والأعشاب يقفز مثل الكنغر أو الفراشات دون تركيز أو إنتباه لخطوات أقدامه وكلما رأى عشباً لذيذاً توقف ليأكل منه قليلاً ،،أما السلحفاة فقد كان تركيزها على مكان سيرها بمساعدة دليلها سلحوف حتى بدأت تظهر ملامح غابة الأسود وأقتربت من البوابة ،وأرنوب يراقب سيرها ساخراً من محاولاتها الذكية في الوصول إلى هدفها وحين رأى البوابة من بعيد قفز مسرعاً وبدأ يلهث ويلهث كي يصل قبل السلحفاة لكن خطواته تباطئت وبدأ قلبه يدق ويدق ويتسارع نبضه من التعب وسقط مغشياً عليه وكانت السلحفاة قد قطفت الزهور وجمعتها قدي تقدمها هدية في الحفل ونظرت إلى الخلف وسمعت بكاء الأرنب وأنينه بعد أن أستيقظ وأدرك أن السلحفاة سبقته وأن السيارة التي هزأ منها بعد أن تملكه الغرور والثقة العمياء بالنفس ،قد ساعدتا صديقتنا السلحفاة على الوصول قبله والفوز بالسباق ،،حينها أقتربت السلحفاة بعزة وفخر وقدمت الزهور للأرنب وقالت له ليست العبرة بالفوز بل العبرة في أن تكون صاحب هدف وحسن النية ولا تجعل الغرور يتملكك لتستخف بالآخرين وتقلل من قيمة خلق الله وإن أختلفوا عنك ببعض صفات إلا أن الله منحهم صفات أخرى تجعلهم الأعلى والأذكي والأكثر حظاً بالفوز في سباقات الزمن والتحدي ،،أدرك الأرنب هنا أنه أخطأ حين أستخف بالسلحفاة وأعتذر منها وأخذا السيارة سوية إلى الغابة وقد زينت بالزهور الرائعة التي قدمت بالحفل الكبير في غابة الزهور ومن يومها والأرنب والسلحفاة سلحوف أعز الاصدقاء والرفاق أنتهت