إلى متى تستمر النظرة الدونية في التعامل مع السلك التعليم الابتدائي ؟ تتعامل وزارة التربية الوطنية على مر تاريخ المغرب الحديث ،مع أسلاك التعليم الثلاث الابتدائي والإعدادي والثانوي،بانتقائية مكشوفة،تكرس النظرة الدونية للسلك الابتدائي ،في كل ما يرتبط به، بدءا من الاساتدة والادارة وحتى المفتشين،وسنرى ان كثيرا من اوجه التدبير والحكامة ،تتخذ طابع التعسف اللامبرر في حق الاساتذة وظروف اشتغالهم،وحتى التلاميذ التي تدعي كل المخططات الإصلاحية التي تؤطر منظومة التربية والتكوين،ترسخ معاني النظرة الدونية،لكونهم مجرد أطفال ،ادراري لا يستحقون كبير اهتمام وعناية لازمة. ولنبدأ بالاساتذة الذين قدر لهم ان يشتغلوا بالسلك الابتدائي ،لان الأمر يتعلق بحظوظ،ان لم نقل بالغبن والظلم،وليس كما يتوهم البعض بكفاءات علمية بيداغوجية محضة تجعل هذا الشخص مؤهلا لان يشتغل بهذا السلك او ذاك،ولاادل على ذالك،من توجيه الأساتذة من حاملي الإجازة ،في كثير من الأحيان الى العمل بالاسلاك الثلاث،بطريقة مزاجية،تنعدم فيها كل المعايير الموضوعية والشروط العلمية،ففي سنوات التسعينات وبقرار ملكي،دعا فيه الى انهاء العمل بالخدمة المدنية،وعلى اثره تم ترسيم الطلبة المجازين بالاسلاك التي اشتغلوا بها ونفس الشيء حدث مع الاساتذة المتعاقدين وحاملي الشواهد،فمن كان حظه الابتدائي تم اقراره به ، بغلاف زمني لايقل عن ثلاثين ساعة اسبوعيا،ومن كان محظوظا الحق بالإعدادي او الثانوي، بما يفتحه هذا الاخير من فرص الترقي خارج السلم في ظل غلاف زمني محدود وظروف عمل اقل سوءا، كلذلك يتم بجرة قلم، يلعب فيه الحظ دوره ،ليس الا, وهاهو نفس السناريو يعيد نفسه مرة أخرى،مع مراكز التكوين والمهن اذ يتلقى حاملوا الإجازة نفس التكوين قي اطار توحيد التكوين الاساس ،فيلتحق كل على حدة الى سلك معين من الاسلاك الثلاث والمحظوظ من التحق بالسلك الثانوي،والتعس من كان حظه الاشتغال ب الابتدائي ،حيث سيبدا حياة مشؤومة رفقة اسرته ،بدءا من التعيين ،الذي لن يكون غير وجهة المناطق النائية والصعبة ،جنوب المغرب ،او شماله ضمن المناطق الوعرة من سلسلة جبال الريف. اما على مستوى المهام التي ستلقى على عاتقه،المؤكد ان بنود النظام الاساسي للوظيفة العمومية لايتضمنها ،لانه يكتفي بتحديد المهام البيداغوجية، ليفاجأ الاستاذ بعد تخرجه بمها م لم تخطر يوما على باله،فيجد نفسه مكلفا بالاشراف على الحراسة وتوزيع المطعم ان لم يتطوع لنقله للفرعية ،وتوزيع الكتب في اطار مليون محفظة ونقلها الى الفرعية ،وأحيانا يقصد المكتبة لاستبدال بعض الكتب باخرى،وتسجيل التلاميد الجدد، والاشراف على جمع انخراطات التعاونية المدرسية والجمعية الرياضية،وتصحيح الامتحان دون مقابل ،مهام كثيرة ومتشعبة ،قد تتعدى الى النهوض بالاعمال الاجتماعية والصحية ،من خلال احضار ملابس وادوية واغدية وكتب كل دلك من راتبه المتواضع ،ليسد الخصاص في هدا الجانب او داك ،من اجل ضمان السير العادي للدراسة ،قي الظروف الصعبة التي وجد نفسه فيها ،ومع دلك لم يلق من الدولة والوزارة والمجتمع احيانا إلا الصد والنكران، بل ان الدولة عندما تهم باجراء الانتخابات والاستفتاء،لا تجد من يشرف غلى الصناديق غير اساتدة الابتدائي ،يدفعهم روح المواطنة والتضحية التي تشربوها ،جراء الحياة التي يعيشونها بمعية الطفولة البريئة، ولاننسى ان عملية احصاء السكان كانت تتم بشكل يجسد التمييز ،في حق اساتدة الابتدائي،مع العلم ان مهام الإحصاء لا علاقة لها بالهم البيداغوجي،فيكلف اساتدة الاعدادي والثانوي بالاشراف والتنسيق العام ،مع ما يصاحب هده المهام من راحة وتعويضات زائدة ،عن نظرائهم في الابتدائي ،الدين يقومون بأصعب المهام ،بالاتصال بالسكان وتعبئة مطبوعات الاحصاء ،مع كثرتها وتعقدها. ان هدا التمييز المجحف يطال الادارة التربوية، فالمديرون يعانون الأمرين في تدبير شؤون المدرسة او المجموعة،تجدهم يقومون بكل شيء تقريبا،في غياب طاقم اداري ،على غرار باقي الاسلاك الاخرى، وهياة التفتيش هي الاخرى تقاسمنا نفس الشعور بالتمييز ،سواء في الاحتماعات والمنتديات،والمهام التي يقومون بها، مقارنة مع نظرائهم في الاعدادي والثانوي،مع العلم ان الحمل الثقيل في منظومة التعليم تقع على عاتق السلك الابتدائي ،بمعية كل الفاعلين داخله،بل لامجال للتاكيد، ان التعلبم الابتدائي يشكل قاعدة التعلمات الاىساسية ،يجب ان يلقى الاهتمام المناسب الدي يستحقه،عوض اللامبالات تجاهه،نلمس دلك على مستوى التجهيزات وفضاءات العمل والرياضة،مع ان المتعلمين في هدا المرحلة العمرية،احوج الى فضاءات جدابة وتكنلوجيا حديثة قي التعليم, اما على مستوى تدبير الامتحانات،فآخر ما تفكرفيه الوزارة امتحان السادس ،فمازلت تقذف به الى اخر شهر يونيو ،ونتمنى ان ياتي اليوم الدي لاتجد له التاريخ المحدد فتلغيه نهائيا،لانها بصراحة بتاخيره كثيرا تفرغه من محتواه الدي وضع من اجله ،وتستخف بخصوصية المتعلمين،غير عابئة بتاثير الطقس الحار في مناطق مختلفة من البلاد،تؤثر على ادائهم يوم الامتحان،هدا ناهيك عن الصعوبات التي يلاقونها في الانتقال الى مراكز الامتحان، بسبب المشقة والجوع والتشرد،فادا كانت للوزارة مبررات،تغطي به الاجراءات التعسفية ،فستبقى غير مقنعة،تثير سخط الإدارة اولا و الأساتذة والمتعلمين و اوليائهم، فكونها مجرد إجراءات إدارية، لايسوغ لها ان تنسف الجهود البيداغوجية التي هي جوهر اهداف المدرسة العمومية, هدا دون الحديث عن طول المدة الزمنية التي يقضونها على مستوى الاسبوع ،والسنة ،فهم اول من يلتحق بالمؤسسة بعد توقيع محضر الدخول واخر من يغادر حتى ولو اتموا المقرر واجروا الفروض،بخلاف ما يجري بالسلكين الاخرين،فالظروف الصعبة في البوادي والقرى لاتشفع لهم،اما المشاركة في الحركة الانتقالية فقد اضحى طقسا سنويا يؤجج مشاعر الغبن والياس،سيما وان الحط قي الانتقال اصبح من سابع المستحبلات ،حتى لوجمعت نقظ الاقدمية بعدد مال قارون،مقارنة مع حظوظ باقي السلكين مع بعض الاستثناءات في بعض المواد، ان اجراء هده المقارنة بهده العجالة ،لايعني بتاتا ان الاشتغال بالسكين الاعدادي والثانوي يتم في ظروف جيدة,فلهم مشاكلهم ومعاناة من نوع اخر،غير ان الحق يقال ،انهم يتحملون اخف الاضرار مقارنة مع الابتدائي،الشيء الوحيد الدي سوت فيه باقي الاسلاك عندما ألغت الوزارة لقب معلم وعوضته بالاستاد، باعت لهم الوهم،ولدلك لاتجد استاذا عاقلا بالابتدائي راضيا عن طريقة تعامل الوزارة مع المدرسة الابتدائية في كل المجالات،ولدلك دفعت هده الضغوطات الكثيرة،والتعامل التعسفي إلى التفكير في تغيير الاطار من خلال متابعة الدراسة العليا، وقد راينا كيف تهافت الكثير من الاساتدة إلى طلب تغيير الاطار بإطار ملحق تربوي،مع ما يترتب عن هدا المطلب من فقدان تعويض مادي عن اعباء القسم،لانه ببساطة سلك تعليمي لايقبل الاشتغال به الا من عدم كل الحظوظ لمزاولة مهام اخرى ،بالرغم من قيمته الحيوية والحساسة في تقدم المجتمع او تاجره ,