اختتمت الدورة التكوينية الثالثة المندرجة في إطار برنامج التكوين المستمر المتعلق بتعزيز قدرات أطر التخطيط و التدبير التربوي، و المنعقدة بكل من مدن مكناس، الرباط، البيضاء، مراكش و أكادير في الفترة الممتدة بين 17 و 28 مارس 2014، و التي تمحورت حول موضوع " قيادة و تتبع المنظومة التربوية". ويهدف هذا التكوين الذي استفاد منه أكثر من 200 إطارا في التخطيط التربوي، والذي أنجز بشراكة بين ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني (مديرية الإستراتيجية و الإحصاء والتخطيط) و منظمة اليونيسيف(UNICEF) ، وبالتنسيق مع المركز الدولي للدراسات التربوية (CIEP) ومركز التوجيه التخطيط التربوي(COPE)، (يهدف) بالأساس إلى تعريف المخططين والمدبرين التربويين بتقنيات وآليات قيادة وتتبع النظام التربوي . و بحكم طبيعتها، فإن هذه القيادة (le pilotage ) تخص البرامج والمشاريع التي وضعتها وزارة التربية الوطنية و التكوين المهني و لا سيما من خلال رصد المؤشرات ومصادر التحقق التي تصاحبها ، بالإضافة إلى تتبع جميع الجوانب المتعلقة بالميزانية المرتبطة بها. كما أن القيادة الناجحة لهذه المشاريع والبرامج التربوية تعتمد بشكل كبير على درجة وثوقية قاعدة البيانات المتوفرة ، وعلى مدى فعالية ونجاعة عمليات التواصل والتعبئة المنجزة على جميع مستويات اتخاذ القرار التربوي (مركزيا، جهويا، إقليميا ومحليا). وقد تم التركيز في هذه الدورة الثالثة على تقنيات قيادة المشاريع بصفة عامة ، حيث تمت الإشارة إلى أن إدارة المشاريع التربوية بطريقة مستدامة تتطلب بالأساس: - قياس التقدم الفعلي للمشروع، استنادا إلى مؤشرات لوحة القيادة وإلى التقارير المقدمة من الخلية المكلفة بتدبير لمشاريع؛ - تحليل الانحرافات عن الخطة المرسومة ، وتحديد خطط العمل التصحيحية والوقائية / أو دراسة السيناريوهات / البدائل؛ – توقع المخاطر التي تهدد المشروع ؛ - اتخاذ القرارات الملائمة في الوقت المناسب. زيادة على هذا، فقد تم التطرق خلال هذه الدورة التكوينية إلى مجموعة من المحاور المهمة: - دورة حياة المشروع: البلورة و الإعداد، التنفيذ والإنجاز،التتبع ، التقييم؛ - مبادئ إعداد و بناء المشاريع؛ - تقنيات قيادة وإدارة المشاريع؛ - الموازنة التخطيطية للمشاريع؛ - البرانم المتخصصة في تدبير المشاريع. وفي ختام الدورة التكوينية الثالثة، رأى المستفيدون من التكوين رفع مجموعة من التوصيات نورد أهمها: التأكيد مجددا على أهمية التوصيات التي تم رفعها عقب الدورة التكوينية الأولى، و تثمين الترحيب بها و التفاعل معها من قبل المسؤولين في وزارة التربية الوطنية و التكوين المهني وبصفة خاصة مسؤولي مديرية الاستراتيجية و الإحصاء و التخطيط. تثمين أهمية مواضيع الدورات التكوينية الثلاثة (التخطيط الاستراتيجي و الإجرائي، و التخطيط الميزانياتي، و قيادة و تتبع المنظومة التربوية) في الارتقاء بالممارسة الميدانية لأطر التخطيط التربوي تصورا و إعدادا و تنفيذا و تقويما: (ونظرا لأهمية وقيمة و آثر التكوين قام مجموعة من المستفيدين بتقاسم العدة مع باقي الأطر الإدارية والتربوية في النيابات، كما شرع البعض محليا في محاولة تطبيق مضامين التكوين لإنتاج العدة المنهجية لإعداد مشاريع خطط إقليمية). إعادة النظر في الهيكلة التنظيمية الحالية بما يتجاوز تشتت عمليات التخطيط و الخرائط التربوية و الإحصاء في مديريات و أقسام مختلفة (لضمان مزيد من الاندماجية و للتقليص من آثار نقص أعداد أطر التخطيط بفعل المغادرة الطوعية و إيقاف التكوين الأساسي و التقاعد). اقتراح الحاجيات المستقبلية من التأطير و التكوين الخاص بأطر التخطيط التربوي حيث يمكن أن يشمل التكوين المستمر المستقبلي المحاور التالية: التدبير المالي في النيابات والأكاديميات، التخطيط التربوي و جودة التربية، الافتحاص الإداري و المالي و التربوي، بناء و توظيف المؤشرات التربوية، لامركزية ولا تركيز التربية،التخطيط الإستراتيجي وقيادة التغيير، حكامة التدبير التربوي….. تحفيز أطر التخطيط التربوي ماديا بعد الدورات التكوينية أو العمليات الكبرى مثل إعداد الخرائط التربوية أو تحديد الحاجيات من البناءات ( و كذلك بشهادات التكوين، و برسائل تنويهية بالمتميزين). مراجعة خريطة أطر التخطيط التربوي ، و طرق شغل كثير من المناصب الحيوية أو الشاغرة بفعل التقاعد في الأكاديميات أو المصالح المركزية من قبل أطر أخرى غير متخصصة أو غير مكونة ( إذ يستحب فتح المجال لأطر التخطيط و للمتميزين منهم سواء عبر آلية الحركة الانتقالية أو مباريات الانتقاء للالتحاق بمناصب شاغرة في الأكاديميات أو المصالح المركزية تتطلب أطرا كفأة و ذات خبرة). الحرص على استمرار مركز التوجيه و التخطيط التربوي في أداء مهامه من أجل تكوين فعال و موحد لأطر التخطيط، و تجديده بما يتوافق مع تحولات التخطيط التربوي. المحافظة على التواصل و التقاسم بين المستفيدين من هذا التكوين عبر التواصل الالكتروني. و في الختام ، أعرب المستفيدون من التكوين عن خالص تشكراتهم لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني (مديرية الإستراتيجية و الإحصاء و التخطيط)، ومنظمة اليونيسيف(UNICEF) ، و المركز الدولي للدراسات التربوية (CIEP) ، ومركز التوجيه و التخطيط التربوي (COPE) ، و عن تقديرهم وامتنانهم لجميع المؤطرين المغاربة و الأجانب على منحهم هذه الفرصة التكوينية المثمرة. كما هنئ المشاركون أنفسهم على نجاح الدورات التكوينية وعلى أجوائها التربوية والإنسانية و الاجتماعية الطيبة.