التنسيق جار بين المركزيات النقابية للخروج بقرار موحد لمواجهة تعنت حكومة بنكيران صرح مسؤولون بعدد من المركزيات النقابية الوطنية ل»العلم»، بعزمهم اتخاذ خطوات تصعيدية لمواجهة تماطل الحكومة عن الوفاء بعهودها حول عدد من الملفات، وتعنتها عن الجلوس إلى طاولة الحوار الجاد مع الفرقاء. وهي خطوة يجري التنسيق لها بين المركزيات النقابية، للخروج بموقف موحد وقوي على الأرض يضع حدا للأوضاع المتدهورة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا التي يدفع المواطن البسيط ضريبتها بالدرجة الأولى، وتهدد السلم والاستقرار الاجتماعي في بلادنا بحسب هؤلاء. في هذا السياق، اعتبر محمد العربي القباج، الكاتب الوطني المكلف بالعلاقات الدولية بالاتحاد العام للشغالين بالمغرب، أن النقابة في اجتماعاتها الأخيرة قررت القيام بمجموعة من الحملات التحسيسية على المستوى الوطني لمناضليها والمواطنين بشكل عام، في أفق تهييء قرار لمواجهة الصعوبات التي يعانيها المواطن المغربي في ظل سياسة عدم الحوار والتعنت عن الاستجابة للمطالبة المستعجلة للطبقة الشغيلة التي تنتهجها الحكومة. وذكر القباج، بالموفق السلبي لرئيس الحكومة الذي دعا النقابات في جوابه الأخير إلى النزول إلى الشارع، مؤكدا أن النقابات ستواصل نضالها بطرق سلمية دون المساس بأمن واستقرار الوطن. خلافا للمجازفة التي يراهن عليها بنكران في ظل وضع اجتماعي وسياسي حرج بشكل حقيقي في بلادنا. وأضاف ذات المصدر، أن الاتحاد العام للشغالين بالمغرب في انتظار التنسيق على مستوى جميع المركزيات النقابية، التي أشار أن بينها تقارب كبير حول الأوضاع الراهنة وطرق معالجتها، للجلوس إلى طاولة موحدة من أجل التفكير في كيفية مشتركة للتعاطي مع ملفات شائكة يصعب على أي مركزية نقابية التعاطي معها منفردة، مثل ملف التقاعد وقانون الإضراب وغيرها. معتبرا أن سنة 2011 في عهد حكومة الأستاذ عباس الفاسي، عرفت تحقيق عدد من المكاسب «عندما جلسنا كثلاث نقابات مشتركة». من جهته، أكد عبد الرحمن العزوزي، الكاتب العام للفيدرالية الديمقراطية للشغل، أن التنسيق الجاري بين نقابته والكونفيدرالية الديمقراطية للشغل، قطع خطوات إلى الآمام، مشيرا في هذا الصدد، أن الجهاز التنفيدي للمركزية سيعمل خلال الأيام القليلة القادمة على تحديد الخطوات الواجب اتخاذها كرد على تجاهل الحكومة لمطالبة الطبقة العاملة، وكسر صمتها تجاه الحوار الاجتماعي المعلق الذي يحتم على المركزيات النقابية في بلادنا التحرك ضد هذا الجمود واللامبالاة الحكومية. وأضاف العزوزي، في تصريحات ل»العلم»، أن اجتماع الجهاز التنفيذي للفيدرالية، أوصى بضرورة التشاور والتنسيق مع باقي المركزيات النقابية «التي نسعى دائما للتنسيق معها وتوحيد الخطوات لاتخاذ عدد من الإجراءات لتكسير الصمت الحكومي» مشددا على رغبة الفيدرالية الديمقراطية للشغل في تدارس طبيعة الرد وإمكانية الخروج ببرنامج مشترك مع باقي المركزيات في المرحلة المقبلة.