ممنوع استعمال الهاتف النقال منعا كليا ... سوف ترون أنني سوف أصلح التعليم... كعادتنا عند آذان العصر، نسترق خمس دقائق لأداء الواجب، ومع أول مجيء له إلى المؤسسة، لاحظت أنه يغلي غيظا لهذا ” العصيان” بعد الانتهاء من أداء الصلاة، كانت أوداجه منتفخة، وحركات تنفسه متسارعة، كان يجاهد لاخفاء ارتباكه وهو يقول:يمنع منعا كليا أداء الصلاة خلال أوقات العمل، هذا تضييع لوقت التلميذ.... يا حضرة المدير أتدري ما تقول؟ العن الشيطان وادخل معنا في الصلاة في المرة المقبلة. “لا ، صلاتكم باطلة، أنتم تضيعون أبناء الشعب” لذلك سأمنع هذا الأمر، ومع استغراب الجميع، كان الاجماع على تجاهل هذه الأوامر من طرف مديرنا الجديد. إنه من أفواج التسعينيات، فخور بنفسه ، لكونه أصبح مديرا، وتمكن من الدخول إلى المدينة دونما أي عناء. الادارة بالنسبة إليه هي السيادة والمنصب والعظمة والاستعلاء، هي كذلك أنه يسود ويلقي بأوامره ذات اليمين وذات الشمال، يسره أن يثير أعصابك مختلقا الأسباب لذلك، في كثير من الأحيان أتخيله ممسكا” للكرونوميتر” للاحتجاج بوقاحة على دقيقة اضافية من وقت الاستراحة يقف فيها الزملاء لتجاذب أطراف الحديث: «وانوضوا تخدموا ماكاتحشموش» لا يعرف معنى للتدبير التشاركي، الحكامة في تسيير الشأن التربوي والاداري، تعتبر انتقاصا من شخصيته العملاقة، كل اقتراحاته ومخططاته ذات طابع افقي، من ورائها إما مصلحة شخصية أو هدف معين ...إنها طينة من رجال الادارة التربوية ببلدنا. استعرض هذه الصورة ليس وشاية بأحد، إنما فقط لاظهار الصورة الحقيقية لبعض الفاعلين في حقل التربية والتكوين...ومع هذا الوهم الذي بمخيلة السيد المدير، ماذا نجد بالمقابل، خصوصا وأنه يقول بانه سوف يصلح التعليم.... فوضى ضاربة أطنابها في كل شيء... صراخ التلاميذ في كل الأرجاء، دخول وخروج في جميع الاتجاهات، لا أنشطة تربوية، ولا أي شيء .أما بالنسبة للتسيير الاداري، فحدث ولا حرج. القاعة المتعددة الوسائط شلت بالكامل لأنها لأبناء الشعب ومن حقهم أن يخربوا أجهزة “الأنترنيت” لا أبكي على الأطلال إذا قلت إن رجال الادارة فيما مضى، كانوا وبحكم خبرتهم وتجربتهم في التعليم، أكثر حكمة وتبصرا ودراية بحل المشاكل... آن الأوان لوضع استراتيجية جد دقيقة لاختيار رجال الادارة التربوية وفق معايير مادية علمية تربوية ونفسية على أن يخضع هؤلاء لتكوين ميداني لا يقل عن سنة، بعدها يخضع هؤلاء للمعايير التي أشرت إليها قبل أن تسلم إليهم أية مؤسسة تعليمية، وإلا ستبقى الادارة مفتوحة في وجه كل من هب ودب من الفاشلين في أقسامهم أو الراغبين في الدخول إلى المناطق الحضرية، أقول هذا الكلام ليس طعنا في رجال الادارة، وإنما من أجل النهوض بالادارة التربوية باعتبارها مكونا أساسيا للاقلاع بالمنظومة.