توزيع دراجات هوائية ومحافظ بثانوية بالشلالات يعيد تلاميذ إلى مقاعدهم الدراسية بعد أن هجروها تشير الساعة إلى 11 صباحا. جو جميل زان صباح الخميس الماضي، وما زاد الجو جمالا وروعة، أشخاص اجتمعوا لرسم ابتسامة رجال الغد. أشخاص دأبوا على فعل الخير، واختاروا دعم التلميذ، لما قد يفيض منه مستقبلا من خير، يعود عليه، وعلى ذويه وعلى البلد. لم تؤرقهم المسافة، ولا عناء الطريق الوعرة، التي تؤدي إلى ثانوية الخوارزمي بمنطقة الشلالات بالمحمدية، الثانوية التي نالت نصيبها مما جادت به شركة «فيفو إنرجي ماروك» (الشركة الممثلة لشال بالمغرب)، وذلك بشراكة مع جمعية «ساعة فرح»، ونادي «روتاري مرس السلطان». إذ وزعت 70 دراجة هوائية و70 محفظة، من أصل 300 دراجة و3000 محفظة، ستوزع على الصعيد الوطني، خاصة في المناطق النائية، التي تفتقر إلى أبسط التجهيزات والموارد، وذلك في إطار برنامج لمحاربة الهدر المدرسي. مبدأ المساواة كان حاضرا، إذ وزعت الدراجات والمحفظات بالتساوي بين الإناث والذكور، الذين علت محياهم علامات البهجة والسرور، وهم ينظرون إلى عجلتي الأمل، اللتين جعلتا بعضهم يعيد النظر في قرار العزوف عن التمدرس. قرار أوحت لهم به عشرات الكيلومترات الوعرة، التي تفصلهم عن مؤسساتهم، فمنهم من دأب على قطع 20 كيلومترا يوميا، ذهابا وإيابا، ليتمكن من متابعة دروسه، ومنهم من لم يستطع تحديد المسافة التي يقطعها يوميا مشيا، لكنه أكد، في المقابل، أن الوصول إلى المؤسسة، يتطلب منه على الأقل ساعتين من المشي. وساهم في إنجاح هذا الحدث حضور مجموعة من فعاليات المجتمع المدني، إلى جانب مسؤولين وأطر بوزارة التربية وطنية، وممثلين للسلطات المحلية، إضافة إلى نخبة من الفنانين والممثلين، من حجم الفنان عمر السيد، والممثل محمد القلع، الذي أكد ل"الصباح" استعداده لحضور أي حدث إنساني خيري أو اجتماعي، مشيرا إلى أن أغلب أعماله وكتاباته، تصب في هذا المنحى. واعتبر القلع هذه المبادرة، بمثابة إعادة إحياء لهيب الحرارة الدراسية، في روح الشباب والشابات، خصوصا الذين أوشكوا على ترك مؤسساتهم. من جهته، وصف سليم علي، مدير الثانوية التأهيلية المحتضنة للنشاط، مبادرة شركة «فيفو إنرجي ماروك» وجمعية «ساعة فرح» ونادي «روتاري مرس السلطان»، بسحابة غيث أغاثت المئات بمنطقة الشلالات، والآلاف، بل الملايين على الصعيد الوطني، علما أن المبادرة في عيد ميلادها الحادي عشر، بعدما أصبحت جزءا لا يتجزأ من السياسة الاجتماعية للشركة المانحة، بغرض انفتاحها على المحيط. قد يكون الحدث انتهى، في حدود الساعة الواحدة بعد الزوال، لكنه بدأ لحظتها عند رجال الغد، عند من عقدوا العزم على تحدي الصعاب، وطي الكيلومترات. ولا تعتبر هذه الدراجات الهوائية والمحفظات المهداة، سوى قطرة من محيط، مما يحتاجه تلاميذ هذه المناطق، إلا أنهم أبوا، إلا أن يتمسكوا بهذا البصيص من الأمل، لمتابعة دراستهم وتحقيق أهدافهم في انتظار تحرك الجهات المختصة.