لماذا يشمئز الواحد منا حين يوصف باسم "معلم" ويفتخر باسم "أستاذ" ؟ سؤال له مبررات طرحه التي تقودنا إلى الإعتراف بأن الأجدر والأنسب لنا كتسمية هو اسم "معلم"، خصوصا أن اسم "المعلم" اسمنا الشعبي الوطني الدارج الذي يتداوله كل المغاربة، أما اسم "أستاذ" فهو اسم إداري بامتياز، وفي حقيقة الأمر هو ترجمة حرفية من النظام التعليمي الفرنسي لتصنيف موظفي القطاع، في الوقت الذي تستخدم فيه معظم الدول الإسلامية والعربية هذا الإسم، طبعا التي لم تدجن تعليمها بالترجمة والكوبي كولي من المنظومات التعليمية الغربية، فهي تستخدم اسم "المعلم" شعبيا وإداريا لتسمية المدرس في مستويات التعليم الإبتدائي والإعدادي وحتى الثانوي، ولا تسمي أستاذ إلا من نال درجة الأستاذية . درجة الأستاذية هي أعلى درجة اكاديمية في العالم تلي درجة الدكتوراه في العديد من الدول مثل ألمانيا والنمسا وسويسرا. يتطلب في هذه الدرجة ان يقوم الشخص بكتابة اطروحة تعرف باطروحة التاهيل ويتم تقييم ومناقشة هذه الاطروحة بشكل أكثر تفصيلا من درجة الدكتوراه … ثم لماذا لا نرضى باسم "المعلم" وهو الإسم الذي اختاره لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله : "إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير" . كفانا انتفاخا وأحلاما ورحم الله من عرف قدر نفسه، ومن أراد درجة الأستاذية فليسعى لها سعيها، ويكفينا ضحكا على أنفسنا فنخيل لأنفسنا أننا فعلا أساتذة ونحن الذين لم نحصل سوى شهادة الباكالوريا او الإجازة .. فهل لنا كامل الشجاعة والجرأة التربوية من أجل الصدع بحقيقة: معلم وأفتخر … أستاذ وأتحفظ ؟؟