حلت بأكادير، منذ الثلاثاء الماضي، فرقة من الشرطة القضائية متخصصة في الجريمة الإلكترونية، وذلك للتحقيق في شكايات تقدم بها بشكل منفرد مجموعة من الموظفين بأكاديمية سوس ماسة درعة وبعض الوجوه النقابية المعروفة بالجهة، على خلفية مجموعة من الرسائل الإلكترونية مجهولة المصدر، التي كالت لهم كل أنواع السب والقذف والشتائم والنعوت الحاطة من الكرامة، كما ذكرت العديد من التفاصيل الحميمة المرتبطة بالحياة الخاصة للمشتكين، وكذا الطعن في ذممهم المالية بكيل مختلف التهم لهم بالنصب والاحتيال واختلاس الأموال العمومية. هذا واختار صاحب هذه الرسائل لنفسه لقب «ثعلب سوس ماسة»، وذكرت مصادر مقربة من مجريات التحقيق أنه تم الاستماع إلى ما يقارب 13 شاهدا ممن توصلوا بهذه الرسائل الإلكترونية، حيث تم تعقب بصمة الانطلاق (IP) الخاصة بمصدر هذه الرسائل وتم في البداية التعرف على أنها صادرة من رقم اشتراك منزلي في شبكة الأنترنيت بأكادير. كما يجري التنسيق مع أحد الفاعلين في الاتصالات، صاحب الاشتراك المذكور، من أجل استكمال عناصر التحقيق والتعرف على صاحب الاشتراك ومختلف المعلومات عن هويته، وكذا شركائه في العملية. وينتظر أن توجه للمتهم تهم جنائية وأخرى تهم قانون الصحافة. وتعتبر هذه القضية الأولى من نوعها على مستوى أكادير، والتي يتم فيها التحقيق في مصدر رسائل إلكترونية مجهولة، الأمر الذي قد يكون له انعكاس كبير على مستوى جرائم النشر الإلكترونية مستقبلا. وذكر بعض المتقدمين بالشكاية أنهم متشبثون بمتابعة المتهمين في الملف بسبب الأذى النفسي الذي لحقهم جراء الادعاءات التي تضمنتها الرسائل المذكورة، والتي بلغ عددها حوالي أربع رسائل مطولة تحكي بالتفصيل مجموعة من الوقائع والأحداث والتهم. المحفوظ أيت صالح – المساء