فجرت الشاهدة «م ح» مفاجأة جديدة في مسار قضية مقتل ليلى الراشدي ببني ملال، عندما أكدت مرتين في قاعة المحكمة أن ضابط الشرطة، الذي قام بانجاز محضر الاستماع لها، هو الذي قدم عندها وطلب منها أن تشهد بكون وفاة ليلى تتعلق بحادثة سير. وقررت هيئة المحكمة إجراء بحث تكميلي يقوم به رئيس الهيئة بمكتبه، وحدد يوم أمس الخميس لأول مرحلة للاستماع إلى الظنين بمكتبه على الساعة العاشرة. وسلم وكيل الملك إلى المحكمة لائحة الاتصالات الصادرة والواردة على هاتف الهالكة ليلى الراشدي بعد قرار الجلسة السابقة، لتقرر هيئة المحكمة إجراء البحث التكميلي «بالنظر لما يتطلبه البحث للوصول إلى أصحاب الهواتف المجهولة، وبالنظر لوجود مجموعة أسماء، منهم من قطع الاشتراك، ومنهم من ترك علبا صوتية، حتى تتم مفاجأة الجميع أصحاب الهواتف وذكر أسمائهم في الجلسة، وسيتم تطبيق إجراءات سرية أثناء التحقيق». جلسة أول أمس الأربعاء لم تخرج عن الإثارة التي حفلت بها الجلسات السابقة في قضية وفاة ليلى الراشدي التي تحولت إلى لغز يتتبعه الرأي العام المحلي والوطني، وقامت هيئة المحكمة بمواجهة بعض الشهود الذين تبادلوا مسؤولية الاحتفاظ بحاجيات الضحية بعد وفاتها. كما شهدت الجلسة تناقضات جديدة في أقوال الشاهد الأساسي الذي ادعى أنه كان مرافقا للمتهم أثناء وقوع الحادثة، بمحاولته نفي أقوال له سابقة في قاعة المحكمة حول ظروف الحادثة وتفاصيلها، بعدما تبين أن آخر اتصال تلقته الضحية كان قبل وقوع الحادثة بساعتين وخمس عشرة دقيقة، والذي تلقته من رقم مجهول. وطرد القاضي أخ المتهم من قاعة المحكمة للمرة الثالثة على التوالي دون الاستماع لشهادته بعد تلعثمه في الكلام. وأوضحت مصادر مقربة من الملف أنه سيتم تحديد تاريخ الجلسة المقبلة بعد إنهاء التحقيق إذا كان الأمر يتعلق فعلا بحادثة سير، أو ستتم إحالة الملف على غرفة الجنايات باعتبارها الجهة المختصة في حال ثبوت جريمة القتل. وكانت الجلسة السابقة قد عرفت من جديد اتهام دفاع ورثة الضحية الشرطة القضائية بخرق مقتضيات الفصل 15 من قانون المسطرة الجنائية، الذي ينص على إلزامية سرية البحث التمهيدي، بعد الاستماع من طرف عناصرها لشهود طلبتهم المحكمة، وإنجاز محاضر استماع لهم والتأثير عليهم، وإقحامهم كشهود في الملف لما سمعت بأن القضية تتعلق بجريمة قتل. وصرح الطبيب الذي قام بتشريح الجثة بأنه لا وجود لأثر العجلات على رجلي الضحية، وأنه لم يعاين أي زجاج، سواء في رأسها أو شعرها. كما أكد أن الإصابة التي لحقت بكبد الضحية كانت سببا مباشرا في وفاة الضحية بالإضافة إلى الإصابات الجانبية التي كانت في رأس الضحية. وفي سياق متصل تقدم دفاع ورثة الهالكة ليلى الراشدي بشكاية لدى السيد الوكيل العام تتعلق بالتزوير والقتل، وقد أحالها على الشرطة لإجراء بحث دقيق حول موضوع الشكاية، وما يزال البحث جاريا لدى الشرطة القضائية ببني ملال.