ظلت مختلف الفعاليات المشتغلة بقطاع التعليم تنتظر بفارغ الصبر لحظة الإعلان عن الفريق الحكومي الدي سيوكل إليه أمر تسيير شؤون البلد في تجربة وصفها الكثير من المحللين والمتتبعين ب”الإستثنائية ” وأنها تعبير عن فرادة النموذج المغربي في الإنتقال الديموقراطي... انتظارات الأسرة التربوية لها ما يبررها .فخيبات الأمل المتكررة وفشل الحكومات السابقة في حل معضلات قطاع التربية والتعليم ضاعف من حجم مشاكله وازدادت تعقيدا مع فشل المشروعين الأخيرين “عشرية الميثاق” و”البرنامج الإستعجالي” في تحقيق الحد الأدنى من التوقعات ،ومن دون شك فالعامل الحاسم الدي قوى من هذه الإنتظارات وأحيا الأمل من جديد هو وصول حزب معارض ذو ميول إسلامية إلى مركز السلطة لأول مرة في التاريخ السياسي المغربي الحديث . رغم صعوبة التجربة التي تبدو أقرب إلى المغامرة في ظل محدودية التنازلات الدستورية لصالح الحكومة واضطرار الحزب إلى تشكيل ائتلاف مع وجوه قديمة منبوذة من طرف الشعب ،فإن التسريبات الصحفية حول ما يجري من مشاورات وتوافقات بين أحزاب الإئتلاف الحكومي حول توزيع الحقائب الوزارية وكذالك من خلال التصريحات الإعلامية لقياديي الحزب يتضح بشكل جلي أن قطاع التربية والتعليم الذي بقي إلى عهد الأمس القريب يعتبر القضية الوطنية الثانية بعد قضية الصحراء سوف لن يحتل عرش الأولويات في الخطاب السياسي لبن كيران . وإن كان من الصعب جدا الحكم على صحة كل ما يروج إعلاميا بينما الحكومة لم تتضح معالمها النهائية بعد ،فإن عدم ورود أي تكذيب على ألسنة قياديي الحزب يجعلنا نلمس بوضوح استرخاص حزب العدالة والتنمية لحقيبة التعليم وعدم إبدائه لرغبة ملحة لإفتكاك حقيبة هده الوزارة في الوقت الدي يتشبث فيه بإصرار وعناد بحقائب معينة كالعدل والصحة والتجهيز ... تهربا من الفشل وتخوفا من العجز عن معالجة التركة الثقيلة في هدا القطاع ؟أم إيمان عميق بضرورة الإنكباب على حل مشاكل أكثر راهنية واستعجالا في منظور قياديي pjd ؟ برز فجأة ودون سابق انتظار وترقب إسم كنزة الغالي ،الإسم النكرة والمجهول داخل الأوساط التربوية وقدم للإستوزار باسم حزب الإستقلال ...الأستادة الجامعية المتخصصة في شؤون الهجرة والبعيدة في انشغالاتها واهتماماتها عن قضايا التعليم والتي لا تملك بكل تأكيد الكفاءة اللازمة للإشراف على وزارة تتطلب الكثير من الحنكة والدراية بشؤونها .في الوقت الدي يملك فيه هدا الوطن الكثير من الأطر دات المستوى العالي والرفيع و تستطيع بما راكمته من خبرة وما حصدته من مؤهلات أكاديمية وعلمية تسيير هده الوزارة بجدارة واستحقاق ...والغريب في الأمر أن لا يعترض بن كيران على استوزار كنزة الغالي بينما لا يكف عن رفع شعار الكفاءة كمعيار لإسناد المناصب الوزارية ،ولولا الفيتو الملكي لكانت كنزة الان هي وريثة اخشيشن الشرعية في الوزارة ... لقد مللنا من تكرار نفس الكلام ...وسنظل رغم دلك نردده ...لا قيمة لأي إصلاح مهما كان يغفل إصلاح أحوال المدرسة ...حتى لو قام بن كيران بتوظيف جميع العاطلين عن العمل مثلا وجند كل قواه لمحاربة الفساد الإداري والأخلاقي...فإن الفشل سيكون ماله .لأن الإصلاح الحقيقي يجب أن يتركز قبل كل شيء على “الماكينة “المساهمة بقدر كبير في إنتاج هذه الظواهر أي المدرسة ... رشيد أوخطو 01_01_2012