تتنوع وثيرة التعلم وأشكاله حسب القدرة الإستيعابية للمتعلمين ورغباتهم وميولاتهم وحاجاتهم ودوافعهمة,إذ يتجه البعض صوب التحليل والتفكير العلمي والمنهجي والبعض الأخر صوب الحس الفني.فكيف ينبغي النظر إلى مثل هذه الإختلافات؟ وكيف يصح التعامل معها بيداغوجيا ؟وكيف يمكن تنويع مداخل التعلم وأساليبه لمنح جميع المتعلمين فرص الولوج إلى وضعيات التعلم التي تناسبهم أكثر؟وماهي المقاربات البيداغوجية التي يمكن الإستعانة بها للإستجابة لكل صنف من التلاميذ على حدة ؟ تعتبر الإختلافات الفردية داخل الفصل الدراسي أمرا واردا ومقبولا٬ نظرا لتنوع ملاكات التلاميذ العقلية التي يزخرون بها٬ وطبيعة تربيتهم من داخل الأسرة والمجتمع وكدا مسارهم الدراسي ٬وقدرتهم المتنوعة والمختلفة لإستيعاب وفهم الإشياء و على استثمارها و تأويلها بشكل متنوع ومختلف. فعلى المدرس أن يأخذ بعين الإعتبار هذه الفوارق أثناء ممارسته التربوية وأن يتعامل مع كل فئة على حدة بما يراعي خصوصياتهم٬مما يفرض عليه تنويع أنشطة التعلم التي تهدف إلى تنمية شخصية المتعلم من الجوانب المعرفية والحسية-الحركية والوجدانية٬ من قبيل أنشطة رياضية لتعلم العد والحساب٬ وأنشطة دينية لترسيخ القيم والمبادئ كالقيم الدينية مثل التسامح والحوار والإحترام وقيم المواطنة كحب الوطن٬ وأنشطة فنية كالرسم والموسيقى٬ وأنشطة قرائية وكتابية لتشجيع التحكم اللغوي ٬وأنشطة التربية البدنية والرياضة كالجري واللعب والحركات الرياضية للتشجيع على التعاون والروح الرياضية العالية بعيدا عن العنف والكبت.وتنويع الوسائل والتقنيات باعتماد وسائل تعليمية بسيطة ومتنوعة تتوافق مع ماهو مألوف عند التلاميذ ليسهل فهمها وتوظيفا ٬مع ضرورة تنويع وضعيات التقويم وأشكاله والدعم وأشكاله. وهناك إختلافات أخرى توجه تعلم التلاميذ٬ كالأخطاء المرتكبة ٬والتي يجب العمل على رصدها وتصنيفها ومعالجتها واستثمارها في وضعيات جديدة٬ لأن بعض التلاميذ أوجلهم يتعلمون عن طريق الخطأ٬ مما يفرض اعتماد بيداغوجيا الخطأ ٬ونوع أخر يتعلم عبر مشاريع كمشروع لتشجيع القراءة لتجاوز الصعوبات القرائية الحاصلة لديهم٬ بإحداث مكتبة القسم مثلا٬وهذا يتطلب بيداغوجيا المشروع٬ومنهم من يتعلم عن طريق وجوده أمام مشكلة تستفز أفكاره وتدفعه للبحث والتقصي لإيجاد الحل٬وهذا يتطلب بيداغوجيا حل المشكلات٬ومنهم من يتعلم عندما يكون داخل جماعة حيث يحلل ويناقش بكل حرية ويحاول أن يتعاون مع زملائه ويحاورهم بكل إحترام والتزام ملتزما بقوانين العمل الجماعي ٬وهذا يتطلب بيداغوجيا الجماعة أوبيداغوجيا العمل في مجموعات......... إختلاف إيقاعات التعلم وانماطه يدفع المدرس الكفء إلى تنويع مداخل التعلم وأساليبه من أجل تقريب الفوارق بين المتعلمين مما يسهل تحقيق فعل التعليم والتعلم من خلال الممارسة التربوية. – *الأستاذ الصادقي العماري الصديق