لا يمكن الحديث عن جماعة فيفي دون ذكر جماعة بني فغلوم، فالجماعتان وجهان لعملة واحدة، تربطهما عدة نقاط مشتركة، أهمها الطريق والقبيلة والتضاريس والموقع الجغرافي، وشاءت الأقدار أن تشترك الجماعتان في نفس التهميش والمعاناة... ارتجالية في التسييرالمحلي: تتعدد أوجه الإرتجالية هذه في عدة مظاهر، ففي الوقت الذي تحث فيه الدولة على ترشيد النفقات وتشريد استغلال موارد الجماعات وغيرها من المصالح الإدارية، نجد أن هذا المفهوم لم يصل بعد إلى آذان بعضٍ ممن أوكل إليهم رعاية مصالح المواطنين، حيث تتابع ساكنة الجماعتين القرويتين" فيفي " وبني فغلوم " وبشكل مقلق الاستعمال المفرط لسيارات الجماعة من طرف بعض المسؤولين المنتخبين، حتى بدت سيارة الجماعة وكأنها ملك خاص يتم به قضاء الأغراض الخاصة لهؤلاء، فضلا عن استعمالها خارج أوقات العمل وأيام العطل، وأمام أعين السلطات المحلية التي من المفروض أن تسهر على حماية ممتلكات الدولة، وهو ما تعتبره الساكنة استغلالا غير قانوني لسيارات الجماعة التي اقتنيت من أجل المنفعة العامة لا غير، وليس لتسخيرها لمصالح المنتخبين واستنزاف مالية الجماعة. إطلاق مشاريع تنموية: ضرورة ملحة لتحسين ظروف عيش الساكنة: ولا يتوقف الحظ العثر لهاتين الجماعتين عند الاستغلال غير القانوني لسياراتها، بل تعرف تراكمات تؤثر سلبا على المعيش اليومي للساكنة، والتي تعاني جملة من المشاكل التي تعوق التنمية على جميع المستويات، سواء الاجتماعية، أوالثقافية أوالاقتصادية . ومن بينها عدم تزويد الدواوير بالماء الصالح للشرب، وعدم استفادة البنايات الجديدة من الكهرباء، إضافة إلى الجريمة البيئية التي تمت في حق أشجار سوق فيفي، والترامي على الأملاك السلالية والمخزنية، والشكايات الكيدية والمجهولة ضد الساكنة المتواجدة بالمنطقة، والخصاص المهول في مستوى البنيات التحتية والخدمات الأساسية والمرافق العمومية، خاصة الصحة والتعليم، فجميع المدارس الموجودة بالدواوير تعاني من غياب الإصلاح و الترميم، مع غياب حجرات دراسية في المستوى: فجل الأقسام عبارة عن حجرات نخر الصدأ أساسها بفعل العوامل الطبيعية، وتآكلت جدرانها مع مرور الزمن، إضافة إلى غياب المراحيض، زد على ذلك انقطاع الفتيات عن الدراسة، بسبب بعد المدرسة عن سكناهن، وعدم الاستفادة من دار الطالبة أو النقل المدرسي، وكذا عدم استفادة بعض الطلبة من المنح الجامعية. مشاكل النقل والمواصلات تزيدان المنطقة عزلة: فمشكل النقل يتعلق أساسا بضعف البنية الطرقية، فعلى الرغم من حداثة هذه الأخيرة إلا أنها أصبحت عبارة عن مسالك، خاصة تلك التي تربط جماعة فيفي وبني فغلوم، مما يصعب من ولوجية البضائع والتجار ويزيد من ارتفاع الأسعار، أضف إلى ذلك قلة وسائل النقل العمومية التي يتجنب أصحابها استعمال هذه الطرق الثانوية والمتهالكة، للضرر الذي تلحقه بعرباتهم. وعن شبكة الاتصالات: فحدث ولا حرج، حيث تشهد شبكة الهاتف النقال ضعفا في التغطية على الرغم من الطلبات المتكررة والإلحاح المتواصل للساكنة بضرورة تقوية الشبكات... عدم وضوح سياسة التعميروالتي لا تأخذ بعين الإعتبار إصلاح المرافق العمومية: فخروقات التعمير متعددة، فلك أن تلاحظ السماح لبعض الأشخاص ببناء عدة طوابق دون غيرهم رغم أن تصميم التهيئة لا يبيح ذلك. كما أن جل المساجد تعاني من غياب العناية من طرف الجهات المختصة، فبعض المساجد تآكلت جدرانها أخرى تستغيث المحسنين، في غياب أدنى مساعدة أو اهتمام من طرف المسؤولين والسلطات الوصية... الوضعية الإجتماعية المتردية للمنطقة تنذر بهجرة جماعية : معظم الأهالي من ذوي الدخل المحدود أو تحت خط الفقر، ويعني ذلك أنهم بين مطرقة التهميش الذي أشرنا إليه وبين سندان الفقر، فهم مغلوب على أمرهم ويندبون حظهم العاثر، مما يجعلهم يفكرون في الهجرة إلى المدن والمناطق الحضرية، عسى أن يجدوا فيها ما افتقدوه في منطقتهم المعزولة... وبالفعل فالظاهرة بدأت تشيع بين الشباب، في انظار أن تعم الجميعن إذا لم يتحرك المسؤولون وفعاليات المجتمع المدني، لكبح جماح هذه الظاهرة السلبية، سواء بإنشاء مشاريع تنموية، أو بالإهتمام بمتطلبات الشباب...