تلاقح الثقافات عن طريق الشعر الأندلسي مع السوبرانو سميرة القادري بألماجرو كانت الموسيقى و الشعر الأندلسي المتوسطي هي المحور الأساسي للدورة الرابعة لملتقى القصيدة الإسبانية الذي نظمه وفد ثيوداد ريال، حيث تم الإحتفاء بالمناسبة منذ الثلاثاء الفارط في المسرح البلدي لألماجرو. "أندلسيات من ضفة إلى أخرى" عنوان لتحفة موسيقية تمثلت في ألبوم قدمته السوبرانو سميرة القادري جمع بين الموسيقى و روح الجذور الأندلسية في القرون الوسطى. وقد تألقت الفنانة سميرة يوم 25 أكتوبر 2013 رفقة عازف الكمان نبيل أقبيب، العازف اليوناني لوانيس ببيانو على آلات العود، البزق و الماندولين و العازف الإسباني انيول لوباس الذي رافق سميرة بمجموعة منالىلات الإيقاعية، الشيء الذي أضفى على الحفل تلوينا إقاعيا إضافة إلى التلوين اللغوي الذي اعتدناه في أعمال السوبرانو. هذه الأخيرة قدمت حفلا فنيا ضمن فعاليات اللقاء تميز بالإبداع و الرقي و التألق و غنت مجموعة من الأغاني الأندلسية من تراث القرون الوسطى . كما اعتبرت السوبرانو ألبومها "أندلسيات من ضفة إلى أخرى" على أنه محاولة ليعم السلام و التسامح على الثقافات الثلاثة، و لإضفاء معنى لحقبة سابقة لحضارة مشتركة. كما عبر الجمهور الحاضر عن سعادته بالتصفيق المطول عند نهاية الحفل، و هو ما يفسر استمتاعه بالأغاني المؤداة و من بينها موشحات و شعر من ألحان السوبرانو القادري التي غنت قصائد صوفية ضمت الشعر الالخامي و أخرى لابن العربي من ديوان ترجمان الاشواق و أخرى أمازيغية من شعر سيدي خمو الطالب، بالإضافة إلى قصائد من شعر التروبادور و الكانيغا ممزوجة بالشعر اﻻندلسي. يذكر أن الفنانة سميرة القادري قد تخرجت من المعهد العالي للفن المسرحي و التنشيط الثقافي بالرباط التابع لوزارة الثقافة سنة 1991 ، و التحقت بعدها بالمعهد الوطني للموسيقى و الرقص بتطوان سنة 1995 إذ درست فيه فن العزف على البيانو ، و مواد الصولفيج و الهارمونيا مستفيدة من خبرة أستاذها مصطفى عائشة الرحماني ، لتتعمق بعدها أكثر في تعلم الغناء الأوبرالي الليريك و البحث فيه. إنها تشكل اليوم علامة مهمة في خارطة الفن المغربي و العربي بجولاتها الفنية عبر العالم و أعمالها الراقية التي تتبوأ مكانة راسخة للأبد في مجال الإبداع .