إن ابن آدم قابيل أسن سنة كونية، أعطت للإنسان الحق في إستعمال عضلاته البهيمية، مثل الفيل، والسباع في قتل أخيه الإنسان، كأنه صار موكلا بأن ينهي حياة نؤمن بعطائها الذي سيخرج البشرية جمعاء من الظلمات إلى النور الأبدي، عندما فكر قابيل بأن يصير إنسان قاتلا قال لأخيه إني قاتلك فماذا ترى؟ وما كان من هايبل إلا أن أجابه، بأنه يعشق الموت على الحياة، إن طلب منه القتل، حتى لا يجعل من نفسه آلهة تقتل عبادها الضعفاء، فسبحان الله، وهذا ما حدث مع أفلاطون على لسان سقراط عندما قال له: إن خيرت بأن تكون قاتلا، أو مقتولا؟ قال أفضل أن أكون مقتولا على أن أجعل نفسي في موضع القاتل، ومثل قابيل أناس كثر، وقد جاء من بعده عباد اتبعوا سنته، فأضلوا الطريق، وزدناهم ضلالا، ومنهم نابليون الذي كفر بالسلم كفرا على الطريقة الشيطانية، واتخذ من القوة، والقتل، إيمانا يهتدي به إلى كتابة اسمه الدموي في مزبلة التاريخ. عندما سألنا أستاذ الفلسفة عن الفيلسوف الهولندي باروخ سبينوزا قلت له إنه أفضل من نابليون، صار رسولا بكتبه العظيمة، ورفعت أكف الدراعة بأن نمشي على دربه دون شياطين تلهنا عنه، فابتسم لقولي، ونحن عندما نقرأ التاريخ نجد نابيلون اسمه في سجلات الحمقى، والعميان الذين قالوا إن نحن المهتدون. هتلر صاحب النزعة، والإنتماء العضلاتي، صار رئيسا لشركة بيع الأسلحة، واستعملها لإبادة شعوب، ودفنهم أحياء، كأنهم قطيع أغنام لا يعقلون. إن اصحاب القوة، عندما يستعملونها لا نستطيع أن نفرق بينهم، وبين الحيوان لأنه غاب عنه العقل، وصار يأكل ليبيد البشرية، إنهم ساءوا ما كانوا يفعلون. فمات قابيل ملعونا من عند ربه، وهتلر منتحرا، فذاق عذا الدنيا قبل الآخرة، والشمس أحرقته حرقا، ونابليون مسموما، وهذه قصة الطغاة، وكيف تتولى القوة أمرهم. حادين محمد [email protected]