ما كادت أشعة الشمس تظهر من جديد، بتطوان والمناطق المجاورة لها كمرتيلوالمضيقوالفنيدق، ويخرج الناس من منازلهم بعد طول «اعتكاف» بها بسبب الأمطار ورداءة أحوال الجو، حتى بدأت مظاهر «الفوضى» تعكر صفو الجو وفرحة الكبار والصغار بقدوم فصل العطل والنزهات. تقارير ودوريات السلطات المحلية تتحدث عن استعداد لموسم الاصطياف وعن تنظيم المرافق فيه، أمر يعتبره بعض الملاحظين مجرد «دوريات روتينية» تصدر في مثل هذه الفترة من كل سنة دون أن يكون لها وقع على أرض الواقع بخصوص قطاع سياحي واجتماعي تسوده الفوضى. من هذه المظاهر احتلال مواقف السيارات المنظمة وغير المنظمة. فكل من يرتدي صدرية لامعة باللون الأصفر أو البرتقالي يصبح حارسا للمواقف المنتشرة هنا وهناك. لوحات معلقة تشير لأثمنة من المفروض أن تضعها المصالح المختصة، التي صرفت على هذه المواقع المال الكثير، ليستفيد منها أشخاص لا علاقة لهم بها، بل يفرضون سومات مزاجية على أصحاب السيارات، وكل من احتج أو رفض ذلك يكون مصيره التعنيف اللفظي وحتى الجسدي في عدد من الحالات، في غياب تام للمصالح المختصة من سلطات وأمن، خاصة بمرتيلوالمضيق، اللتان تشهدات احتلالا كبيرا لمجموعة من مواقف السيارات. الفوضى مجددا بتطوان ومراكز اصطيافها الأخرى، ذلك ما بدأت تنذر به الأيام القليلة التي مضت، أمام غياب السلطة وعجزها عن حل مجموعة من المشاكل، وفق ما يراه بعض المتتبعين. فها هو الشاطئ يمتلئ مع أولى تباشير حرارة الصيف بعشرات المظلات والكراسي، في جزئه الأول حيث يفترض جلوس المصطافين، لكن تم احتلاله من طرف أشخاص، يفرضون قانونهم على الجميع، فإما أن تكتري منهم المظلة والكراسي أو تبحث لنفسك عن شاطئ آخر. احتلال وتضييق على كل المصطافين فقط ليستمتع البعض بتلك المداخيل، على حساب ما يخسره الكثيرون من أجل الحضور لتلك المصطافات، والإستفادة من بعض الوقت من الراحة والمتعة التي غالبا ما يكسرها هؤلاء. دوريات السلطات المحلية، سواء كانت عاملية أو ولائية، يعتبرها البعض مجرد حبر على ورق، آخر ما يتم القيام به هو تنفيذها على أرض الواقع. فاختلال مواقف السيارات وفرض إتاوات على المواطنين بتواصيل غير قانونية أمر يتكرر كل سنة. احتلال الشاطئ ونصب مظلات وكراسي خاصة للكراء بدوره يتكرر كل سنة. نفس الأمر بالنسبة للدراجات المائية «جيت سكي»، التي تتحرك بين رؤوس المستحمين بلا أدنى تنبيه أو تدخل. فيما عشرات الحالات المشابهة التي تفسد صيف تطوان تعاد وتتكرر كل سنة. الكثير من ساكنة مرتيلوالمضيق، وحتى المصطافون المعتادون على القدوم إلى هذين الشاطئين، أكدوا في تصريحات متفرقة للجريدة، أن هذه السنة لن يصبروا على تلك المشاهد والتصرفات السابقة، وأنهم سيقومون بدورهم بحماية حقهم في الشواطئ وفي الاستمتاع بعطلتهم. وقد ينفذون مع بداية أولى أيام الصيف وقفات احتجاجية تطالب بتحرير الشواطئ من أصحاب المظلات. وتنظيم المواقف مع وضع تعرفة واضحة وتواصيل مؤشر عليها من السلطات المختصة، ومحاربة التراخيص غير مقننة لبعض أصحاب دراجات «جيت سكي». كل هذه المشاكل مطروحة اليوم على مكتبي عامل المضيقالفنيدق ووالي تطوان، لحماية المواطنين من الفوضى العارمة التي يعرفها صيف تطوان الكبرى كل سنة.