* في إطار الأنشطة الثقافية و الفنية الموازية للموسم الدراسي و التكويني 2012-2013 احتضنت مدرسة الصنائع و الفنون الوطنية بتطوان مساء يوم الجمعة 7 يونيه 2013 نشاطا فنيا و تكريميا، يتعلق الأمر بالحصة الأخيرة من سلسلة الدروس النظرية و التطبيقية التي يقدمها في أول جمعة من كل شهر الأستاذ الفنان محمد الأمين الأكرامي رئيس جوق محمد العربي التمسماني للمعهد الموسيقي بتطوان. وذلك بهدف التعريف بالموسيقى الأندلسية و بخصوصياتها المتعددة و المتنوعة. و قد اشتملت الحصة على صنائع من بسيط رصد الذيل و أخرى من قائم و نصف رصد الذيل، و كنموذج لميزان الدرج قدم تخليلة من بحر البسيط مطلعها: آه على ساعة جاد الزمان بها فعوضت كل ما أفنيت من عمري بات الحبيب نديمي في دُجُنَّتِها إلى الصباح بلا خوف و لا حذر أما إنصراف البطايحي "رصد الذيل" فقد خصه الأستاذ للحظة الاحتفاء بتكريم الأستاذة الجليلة فتحية زوزيو رئيسة المكتب التربوي بالمدرسة بمناسبة إحالتها على المعاش. وكسابقاتها من الحصص فقد أتحف الأستاذ الأكرامي الذي كان مرفوقا بالعازف مصطفى أشاوي هواة هذا الفن الراقي بمقطوعات من طبوع موسيقى الآلة باحثا و متعمقا في بواطنها، كاشفا عن جواهرها و منكوناتها و غناها الفني. كما عمل على إغناء مدارك السامعين بمعلومات و توضيحات عن هذا الموروث الغنائي بهدف التحميس على دراسته و العناية به و تذوقه و الحفاظ على استمراريته عبر الأجيال. وقد تخلل هذا السمر الفني البهيج كلمات ألقيت في حق الأستاذة المكرمة من طرف المندوب الجهوي لوزارة الثقافة بتطوان السيد محمد السقال ومن مدير مدرسة الصنائع و الفنون الوطنية السيد أنس الصوردو اللذان أشادا بعطاءاتها المتميزة و بتفانيها و إخلاصها في العمل و بطيبوبتها و دماثة خلقها متمنين لها موفور الصحة و السعادة والهناء، كما قدما لها رفقة مجموعة من أساتذة المدرسة و رفيقات دربها مجموعة من الهدايا التذكارية بالمناسبة. نبذة موجزة من حياة المكرمة: السيدة فتحية زوزيو مزدادة بتطوان بتاريخ 16 غشت 1953، حاصلة على الإجازة في الاقتصاد، موظفة بوزارة الثقافة منذ شهر ماي من سنة 1986. بعد اشتغالها لأول مرة بدار الثقافة بتطوان التحقت فيما بعد للعمل بالمدرسة الوطنية للفنون الجميلة بتطوان ثم بعد ذلك بالمندوبية الاقليمية للثقافة بطنجة قبل أن تستقر بداية من أكتوبر 2003 بمدرسة الصنائع والفنون الوطنية حيث أسندت إليها مهمة تسيير المكتب التربوي. و قد استفادت خلال مسيرتها المهنية من تكوينين اثنين بالديار الأندلسية، الأول كان بمدينتي قاديس وإشبيلة سنة 2003 و الثاني بغرناطة سنة 2004 كما مثلت دار الصنعة في لقاء المغرب بإسبانيا إلى جانب عدد من المعلمين الحرفيين للمدرسة، وكان ذلك سنة 2012 بمدينة قرطبة. تجدر الإشارة إلى أن إدارة دار الصنعة قد سبق و قد كرمت خلال مواسمها السابقة عددا من الأساتذة و الأطر التي أحيلت على المعاش و ذلك اعترافا و تقديرا منها بما قدموه من مجهودات و تضحيات و مساهمات من أجل صقل مواهب الحرفيين المبتدئين و تكوينهم و تأهيلهم للمحافظة على الحرف و المهن التراثية ذات الطابع المغربي الأندلسي من جهة و من جهة أخرى الحفاظ على بريق المدرسة و تأكيد حضورها و دورها الريادي في الحياة الفنية و الحضارية داخل المغرب و خارجه.