مع دخول المستعمرين الإسبان لمدينة تطوان بتاريخ 19 فبراير 1913، أصبحت عاصمة إدارية وعسكرية للمنطقة الخليفية، وستعرف هذه الفترة بداية توسع المدينة خارج أسوارها. خلال السنوات الأولى لفترة الحماية، استقر الإسبان بالمدينة العتيقة، أساسا حي الملاح والمجال المجاور له من جهة الغرب، أي ما يعرف حاليا بحي "Luneta"، حيث استقرت به عائلات الموظفين والعسكريين، وظل الأمر كذلك حتى سنة 1917، حيث زادت الحاجة إلى مجالات أخرى للاستقرار السكاني والتوسع العمراني، فجاءت فكرة بناء منطقة الامتداد "Ensanche" مباشرة غرب المدينة العتيقة. وهكذا يستمر التوسع العمراني للمجال، حيث سيشرع منذ سنة 1927، في تعمير حي مالقة، مولاي الحسن، كما تم تشييد مجموعة من المباني الرسمية، بالإضافة إلى استمرار عمليات الجلاء على نطاق واسع في أحياء سان أنطونيو (باب النوادر) ومالقة ومولاي الحسن، كما ظهرت في هذه الفترة أولى أحياء السكن الرخيص التي شيدتها سلطات الحماية [مجموعة الجنرال فرانكو] [المارشال أمزيان بحي سيدي طلحة] لصالح المغاربة المسلمين والإسبان ومجموعة مساكن خاصة بالموظفين بجوار محطة القطار، بالإضافة إلى مجموعة المعطوبين (المنصور الذهبي حاليا)[1]. كما ستشهد المدينة ومنذ نهاية الثلاثينيات ظهور سلسلة من أحياء الصفيح بجوار منطقة الامتداد "Ensanche" بسبب ارتفاع تيارات الهجرة الريفية الناتجة أساسا عن اختلال التوازن الاجتماعي والاقتصادي في الأرياف إثر دخول الاستعمار وتسرب الاقتصاد الرأسمالي[2]. ومن جهة أخرى، تعود نوى العديد من مجالات التعمير الذاتي [السكن الصلب المدعو بالسري] الحالية إلى فترة الحماية، كما هو الحال بالنسبة لسمسة ودرسة، كما تم توسيع القصبة القديمة بتشييد ثكنة جديدة Cuartel de Regulares، بالإضافة إلى إنشاء مستشفى الأمراض العقلية، ماسهل الاتصال بالسفوح المشرفة على المدينة من الشمال، كما أن بناء المجموعة السكنية Garcia Valiño سنة 1954 في الجهة الغربية من سفح درسة (حي سيدي طلحة) قد ساهم في توسع البناء السري في تلك المنطقة[3]. [1]- الشيخي (نور الدين)، 1994، "التوافد السكاني والنمو الحضري بمدينة تطوان"، مجلة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، عدد 7، تطوان، ص.ص: 118- 128. [2]- الشيخي (نور الدين)،1990، "ظاهرة التعمير الذاتي بمدينة تطوان"، مجلة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، عدد 4، تطوان، ص: 93- 94. [3]- الشيخي (نور الدين)، 1994، مرجع سبق ذكره، ص:28.