يستفاد من مشروع برنامج اللمة لهذه السنة أنها خرجت من دائرة الدورات المتتالية ليُعلن تنظيم المهرجان الدولي لمدينة واد لو في الفترة الممتدة من 17 إلى 27 غشت من صيف هذه السنة، تحت محور "مغاربة العالم". وسينطلق حفل الافتتاح بمساهمة جوق الإخلاص النسوي التطواني والمغربي المقيم في إسبانيا "حكيم"، لتليه ليالي الرواد، ليالي المتألقين وليالي المواهم. حفل الاختتام سيكون مع الفنانة أسماء المنور والمعلم القصري وسيكرم خلال المهرجان الفنان عبد الواحد التطواني. وقد جاء في ورقة التقديم انه منذ سنوات انطلقت فعاليات مهرجان مدينة واد لو" اللمة"، هذه التظاهرة الثقافية التي انطلقت من قناعة مفادها أن الثقافة أساس لكل تنمية وأفق رحب من أجل تحقيقها وجعلها تنمية إنسانية مواطنة ومستدامة، وكذلك كان، وهذا ما حدث منذ عقد من الزمان. فقد احتضنت واد لو، منذ الدورات الأولى من "اللمة" نقاشات فكرية وطنية ودولية، بحضور مفكرين ومبدعين وخبراء. في مقدمتهم برنابي لوبيث غارسيا وهو عضو لجنة إبن رشد للعلاقات المغربية الإسبانية وخبير في الفكر السياسي والكاتب والشاعر المغربي الحاصل على جائزة"الغونكور" عبد اللطيف اللعبي ووزير الثقافة الأسبق محمد الاشعري وأستاذ العلوم السياسية محمد ضريف، والرئيس السابق لاتحاد كتاب المغرب الأستاذ عبد الحميد عقار. والشاعر صلاح الوديع، وعضوة اللجنة الملكية الاستشارية المكلفة بوضع دستور 2011 الأستاذة أمينة المسعودي والرئيسة السابقة للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان الأستاذة أمينة بوعياش. هذا فضلا عن حضور شعراء مغاربة بارزين، بدءا بعبد الكريم الطبال ووفاء العمراني وياسين عدنان ومحمد الشيخي والشاعر الجزائري بوزيد حرز الله.. كما صدحت في سماء وادي لو فرق وأصوات وطنية ودولية غنائية، منذ افتتاح ناس الغيوان للنسخة الأولى من اللمة، مرورا بفرق الفلامينكوالإسبانية وعازفين من أمريكا اللاتينية وأوروبا، إلى جانب مطربين ووممثلين مغاربة رواد، مثل عبد الهادي بلخياط ومحمد رويشة ولطيفة رأفت ونجاة اعتابو، في تنويع على مختلف أوتار الهوية المغربية المتعددة، إلى جانب مجموعات الطقطوقة الجبلية والأجواق النسوية التطوانية ومجموعات كناوة برئاسة كبارالمعلمين وفي مقدمتهم حميد القصري،مرورا بالمجموعات الشبابية ومنها مجموعة "مجموعة مازكان" التي رأت النور في هذه المدينة وصولا إلى سهرة تاريخية مع الفنانة كريمة الصقلي... هذا مع الإشارة إلى أن مهرجان اللمة كان ينطلق منذ صبيحة كل يوم، مع ورشات للأطفال في التشكيل والمسرح والموسيقى إلى جانب البرنامج الرياضي والعروض المسرحية، على منصة "اللمة" على شاطئ مدينة واد لو. حدث كل هذا قبل أن تكون هناك طريق تؤدي إلى واد لو، وقبل أن تعرف المدينة مشاريع اجتماعية وثقافية وسياسية وسياحية وأوراشا كبرى، تحققت بنجاح، لأنها كانت مسبوقة بالشرط الثقافي الذي أسست له "اللمة". وقد اكتسب جل الفاعلين والمتدخلين ثقة في مستقبل هذه المدينة الساحلية الساحرة.. بعد الزيارتين الملكتين الساميتين والمتتاليتين،حيث أعطى جلالته انطلاقة المشاريع والأوراش التنموية الكبرى في مدينة واد لو، ما بين 2009 و2012 . إن المجلس البلدي لمدينة واد لو محتضن هذه الدورة، إلى جانب جمعية مكاد الاجتماعية والثقافية، واللجنة المنظمة للمهرجان، يسعون إلى جانب باقي الشركاء، في تكريس الثقافة مدخلا للتنمية وأفقا لها. ولذلك فهم حريصون وإياكم على جعل الدورة العاشرة للمهرجان، بمناسبة مرور عقد كامل على انطلاقة الدورة الأولى، حدثا وطنيا بلا منازع، حدث يؤكد على جعل أهمية الثقافة في تحقيق التنمية، حيث لا ثقافة بدون تنمية ولا تنمية بدون ثقافة، مع التذكير بأن جميع الدورات السابقة من تظاهرة اللمة قد انعقدت تحت مسمى "التنمية"ّ، التي حضرت في جل شعارات الدورات السابقات. ولأن واحد من أسرار نجاح "اللمة" في واد لو والتي تقام في صيف كل سنة، هو الحضور المثير لأبناء الجالية المغربية إلى هذه المدينة، من أجل الاصطياف وقضاء العطلة الصيفية، وبالنظر إلى قيمة هذه الفئة العريضة من المغاربة ودورهم المواطن والكامل في تنمية الوطن والتفكير في مستقبله، وبناء ذلك المستقبل المنشود، ارتأينا تنظيم " اللمة العاشرة" تحت مسمى " مغاربة العالم"، سيكون محورها " الجالية المغربية ورهانات التنمية الوطنية". بحضور فنانين ومبدعين ومفكرين ومتألقين مغاربة في مختلف مناطق العالم. ونحن نطلق على هذا المهرجان ولأول مرة صفة المهرجان الدولي لمدينة واد لو "اللمة".