الجبهة أو puerto gabas ، القرية الصغيرة الجميلة المطلة من سلسلة جبال الريف على البحر الأبيض المتوسط ،والتي تزخر بالعديد من المعالم الأثرية الاسبانية والتاريخية ، كما تتوفر على شواطئ ساحرة تبهر الزوار إليها ، بهدوئها وطبيعتها الخلابة . لقد عرفت الجبهة في الآونة الأخيرة حيوية كبيرة ونشاطا غير مسبوق ، وذلك راجع إلى افتتاح الطريق الوطنية رقم 16 الرابطة بين تطوانالحسيمة مرورا بالجبهة ، إذ أصبحت الجبهة من أهم النقط التي يستريح فيها العديد من المسافرين والمارون بهذه الطريق . كما أصبحت قبلة للعديد من السياح الأجانب والزوار المحليين ، الذين يحبون المناظر الخلابة التي تزخر بها هذه القرية الصغيرة التي كانت إلى أمد قصير تعتبر من المغرب المنسي . لكن أول ما يثير انتباه زوار الجبهة هو التهميش والإهمال الذي لم يترك جانبا في هذه القرية وإلا أصابه، من البنية التحتية والصحة والتعليم إلى المرافق الرياضية والثقافية ، لقد ظلت الجبهة طيلة عقود مضت تتعرض للإقصاء والعزلة والنهب والتهميش ، ومن بين مظاهر ذلك أنها لا تتوفر على بنيات تحتية ولا على مرافق رياضية ولاثقافية ولاترفيهية من شأنها أن تساهم في خلق آفاق واسعة لدى شباب الجبهة . وحتى بغض المؤسسات العمومية المتوفرة كدار الشباب ، باعتبارها مؤسسة عمومية تربوية ثقافية واجتماعية وفضاء خصب لممارسة الأنشطة المختلفة والمتنوعة ، هذه المؤسسة بالجبهة كانت في زمن ليس بالبعيد بمثابة فضاء للعديد من جمعيات المجتمع المدني ، وبعض الأندية لعقد اجتماعاتها وتقديم أنشطتها الترفيهية والثقافية (عروض مسرحية ، أمسيات ثقافية وفنية و صباحيات للأطفال ، ومعرض للكتاب ...). لكن هذه المؤسسة تعرف عزوفا كبيرا عن ارتيادها والانخراط في أنشطتها ، والسبب هوان هناك بعض الأشخاص الذين يستغلون قاعات المؤسسة على قلتها لأغراضهم الشخصية ، وهذا ما يؤكده وجود العديد من الأساتذة الذين يتربصون بالقاعات من اجل حصص الدعم بالمقابل لفائدة تلاميذ المؤسسات العمومية ، والمفاجئة أن هؤلاء التلاميذ يدفعون 130 درهم شهريا مقابل حصة واحدة في الأسبوع وهناك أيضا من يدفع 100 درهم شهريا مقابل حصتين في الأسبوع . والغريب في الأمر أن هؤلاء الأساتذة هم من يدرسونهم في الأقسام. ويقومون باستغلالهم،كما أنهم يستغلون مؤسسة عمومية من اجل مصلحتهم الخاصة . فأين الضمير المهني لهؤلاء الأساتذة ،وأين دور جمعيات المجتمع المدني بالجبهة وجمعية أباء وأولياء التلاميذ . وأين دور السلطة المحلية في الحد من هذه الظاهرة . من هذا المنبر أناشد وزارة الشبيبة والرياضة ،ومندوبية الشبيبة والرياضة بشفشاون وكل الجهات التي لها علاقة ، وكل الغيورين على هذه المنطقة أن يجدوا حلا عاجلا لهذه المؤسسة التي من المفروض أن تكون متنفسا ثقافيا ترفيهيا لأطفال وشباب الجبهة لا للأساتذة والموظفين . باعتبارها الفضاء الوحيد بالمنطقة في ضل غياب مرافق رياضية ومرافق عمومية تهتم بالشباب وقضياهم واهتماماتهم، وتوفير لهم الأجواء الملائمة لممارسة هواياتهم المفضلة والمجال الخصب لتنمية مواهبهم وصقلها.