اليوم تنطلق الاحتفالات بالمخلوق الرقيق، الوديع، الناعم، اللطيف، ذلك المخلوق الذي حير الرجل، و أشغل تفكيره، و أحاسيسه، و عواطفه، ذلك المخلوق الذي منح من رب السماء قوة ناعمة تقهر قوة الرجل و جبروته و تعنته، نعم إنها المرأة، و المرآة أيضا في نظر الكثيرين، حيث تجد الرجل مضطرا للتنمق أمامها ليظهر بداخلها كما ليس بطبيعته، هذه هي الفطرة و هذا هو المبدأ و لا تحدثني عن الاستثناءات. 8 مارس ليس هو اليوم الوحيد لها، بل إن العادة و التقاليد و المطالب منحتها مناسبات كثيرة، و هي كثيرة بكثرة كلامها، فما أن تنتهي الهالة و الهلالة التي تقام حول عيد الفلانتين أو عيد الحب كما يشاع، في الرابع عشر من فبراير في كل 365 يوما و هو العيد الذي يعتبر محجوزا مسبقا لحب الرجل "المسكين" للمرأة الحبيبة فقط و لا شيء آخر غيرها، حتى تبدأ الاستعدادات على قدم واحدة و ساق، من اجل تحضير الأجواء و المسامع و المؤيدين للاحتفال بعيدها العالمي و السنوي كذلك، لمدة تكون كافية من أجل فتح المجال أمام عيد الأنثى الأم، التي تبدأ مراسيمه منذ إقبال طلة فصل الربيع، حيث يختلف الاحتفال به من امة لأخرى و من بلد لآخر حسب تاريخ حلول الربيع من العرب إلى العجم... فهي الضلع الاعوج من الرجل لا يستطيع العيش دونها هي نكهة حياته و بلسم شفاءه و فطرة غذائه هي قاموس كلماته وأنغام حياته... فهي النصف الثاني المكمل له... هي أمه التى ولدته ... وربته ...وأخته الحنون... وزوجته الحبيبة ... لقد صدق الرومان قديما عندما قالوا أن المرأة تعرف أنها تستطيع الوصول لكل ما تريد بقليل من الدموع، لأنها ببساطة كما يقول "بيسون" تبتسم عندما تستطيع ولكنها تبكي عندما تريد، في جميع الأحوال و حتى لا أكون هدف النساء بأقوال الفلاسفة هذه، أقول لك سيدتي بمناسبة يومك العالمي "كل عام و أنت سلطانة هذا الكون" رغم أنوف الرجال. نورة المرضي - بريس تطوان