شهدت قاعة العروض بثانوية القاضي عياض التأهيلية بتطوان مساء يوم الجمعة 15 فبراير 2013، فعاليات الأمسية الأدبية التي افتتح بها "منتدى القاضي عياض للآداب والعلوم والفنون" موسمه الثقافي 2013. وقد خصص المنتدى هذا اللقاء لاستعادة تجربة أدبية عربية على قدر كبير من الأهمية في تاريخ الثقافة والإبداع العربيين، وهي شخصية توفيق الحكيم. التي لعبت دورا كبيرا في إثراء اللغة العربية بما قدمت من مؤلفات في مجال الإبداع المختلفة، وبما اقتبسته من عيون الأدب المسرحي العالمي، تشهد على ذلك سلسلة أعماله التي تحظى بمكانة متميزة في رفوف المكتبة الأدبية العربية. وقد شارك في إحياء هذه الأمسية الأدبية مجموعة من الأساتذة الباحثين مثل: د.لطيفة الوزاني، د.خالد أقلعي، ذ.هشام البحيري. ذ.محمد أفيلال. ذ. نبيلة الحياني مع مشاركة ملفتة لمجموعة من المثقفين اليافعين مثل: ليلى أولاد هي، وعثمان السفياني، ورضا استيتو، ورباب البقالي القاسمي وغيرهم ممن أغنوا هذه الأمسية بمبادراتهم الثقافية، ومهاراتهم المدهشة في تنظيم هذه الأمسية وتدبيرها بشكل ملفت وذلك بين يدي جمهور غفير ضاقت عنه أرجاء قاعة العروض بثانوية القاضي عياض، والذي عرف حضور الطاقم الإداري والتربوي للمؤسسة ممثلا في مديرها السيد عبد القادر شقرون، وناظرها السيد محمد أمناد وحراسها العامون وفي مقدمتهم الباحث والناقد الدكتور حميد الحداد، والسيد مفتش اللغة العربية بالتعليم الثانوي التأهيلي الناقد والباحث عبد السلام ناس عبد الكريم، ومجموعة من أساتذة الثانوية، وفي مقدمتهم الفنان عبد المنعم أعراس، ونخبة من ألمع تلامذة المؤسسة... وقم تمّ استهلال الأمسية بآيات بينات من الذكر الحكيم رتّلتها بصوتها العذب التلميذة منال المصباحي، تلاها كلمات بالمناسبة ألقاها على التوالي كلّ من مدير ثانوية القاضي عياض التأهيلية الأستاذ عبد القادر شقرون، والسيد مفتش اللغة العربية بالثانوي الباحث والناقد عبد السلام ناس عبد الكريم، وناظر المؤسسة السيد محمد أمناد، والأستاذ خالد أقلعي منسق منتدى القاضي عياض للآداب والعلوم والفنون. والتلميذة:أنيسة أكدي رئيسة القسم الأدبي للمنتدى. أول فقرة في هذه الأمسية هي عرض فيلم تسجيليّ حول الأديب المحتفى به، يحمل عنوان" توفيق الحكيم راهب الفكر"، من إعداد وتقديم: ياسمين سامي، وإخراج: شريف المهدي. مباشرة بعد الفيلم الوثائقي افتتح التلميذ عثمان السفياني مسيّر الجلسة الجزء الأول من اللقاء الأدبي الذي عرف مداخلات كلّ من الباحثة الدكتورة لطيفة الوزاني التي ركزت في ورقتها على حضور المرأة في حياة توفيق الحكيم، وأدبه، والتي أبرزت فيها بشكل واضح كيف أن توفيق الحكيم لم يكن بأي حال من الأحوال عدوّا للمرأة، بل إن كتاباته أثبتت دائما أنه كان في صفها. مثلما عرضت لكثير من خصوصيات موقف توفيق الحكيم اتجاه الرجل والمرأة. أما التلميذة ليلى أولادهي فقدمت ورقة مهمة بخصوص رواية "عودة الروح" لتوفيق الحكيم مركزة على القوى الفاعلة في هذا العمل الروائي، ودورها في مدّ الحدث الروائي، مع إشارة ذكية إلى الأبعاد الرمزية لهذه القوى الفاعلة. وفي مداخلته توقف الأستاذ الباحث محمد أفيلال عند رواية"عصفور من الشرق"مبرزا أهمية هذا العمل بالنسبة لباقي أعمال الكاتب، مركزا على الشخصيات الأساس في هذا العمل، محاولا تسليط الأضواء على تجليات الكتابة السيرية في هذا العمل عن طريق تقديم عينات سردية مخصوصة تؤكد وجهة نظره. بانتهاء الجزء الاول من هذا اللقاء الأدبي، كان جمهور هذا اللقاء مع موعد مع المسرح، عشق المحتفى به الأوّل، وقد تمّ بالمناسبة تقديم مشهد مسرحيّ من أعمال توفيق الحكيم، شخّصته "جوقة القاضي عياض المسرحية" باقتدار، حظيت بعده بتصفيق حار اهتزت له أرجاء القاعة. وقد أعدّ لهذا العرض وأخرجه الأستاذ هشام البحيري. مباشرة بعد ذلك، تم افتتاح الجزء الثاني من اللقاء الأدبي الذي عرف مداخلات كلّ من الأستاذ الباحث هشام البحيري الذي قدّم قراءة رمزية مكثفة للمشهد المسرحي الذي شخصه التلاميذ، مركّزا على ما تختزنه المفارقة الدرامية للمشهد من أبعاد فكرية عميقة ميزت أدب توفيق الحكيم بشكل عام. أما تدخل الأستاذة الباحثة نبيلة الحياني تناول بشكل مركزّ التجلّيات الرمزية في مسرح توفيق الحكيم، ودورها في إغناء شخصياته، وجعلها أقدر على إقناع القارئ والتأثير فيه. مع عرض محكّم لأبعاد هذه التجليات الفكرية والنفسية والإنسانية. آخر تدخّل في هذه الندوة كان للباحث الدكتور خالد أقلعي وقد خصصه لإبراز مكانة الكتابة والقراءة في حياة توفيق الحكيم، من خلال كتابه" زهرة العمر" مركزا على تجربة هذا الأديب الاستثنائي في الكتابة، والدروس التي يمكن أن يستخلصها منهم كل المبدعين الشباب. وكانت آخر فقرة في هذه الأمسية الأدبية هي إطلاق الموقع الإلكتروني لمنتدى القاضي عياض للآداب والعلوم والفنون، الذي صمّمه ونفذه كلّ من الاستاذ خالد أقلعي والتلميذ رضا استيتو الذي ابان عن مقدرة مشهودة في إضفاء جماليات جذابة على الموقع، فضلا عن تحمّله مسؤولية العرض الفني داخل منتدى القاضي عياض. وقد عرف رضا استيتو بأهداف المنتدى، ومكوناته، مثل بين للحضور كيفية التسجيل في المنتدى الإلكتروني، واستغلال معطياته المختلفة. وكان ختام هذه الأمسية مسكا، بحيث وزعت شهادات تقدير على كلّ المسهمين في إعداد وتنظيم هذه الأمسية الأدبية والفنية المعتبرة. وقد ضرب المنظمون موعدا للقاء الثقافي المقبل.