في ظل أجواء القيض التي يشهدها إقليموزان، ما يزال أطفال وشباب الإقليم محرومين من خدمات المسبح البلدي المغلق في وجوههم منذ أكثر من ثلاث سنوات بسبب خلافات داخل المجلس البلدي للمدينة. هذا القرار غير المبرر، حرم أبناء المدينة ولاسيما أطفال الأسر البسيطة من ارتياد المسبح الوحيد الذي ورثته المدينة عن عهد الاستعمار، مما جعلهم يبحثون عن بدائل أخرى للسباحة وللترويح عن النفس مثل بركة مائية بطريق الرباط أو منبع "الشريشر" الطبيعي ، الذي يستعمل عادة في غسل الملابس والصوف مع ما يحمله من مخاطر صحية لاحتمال اختلاطه بمياه الصرف الصحي على اعتبار أنه يمر من تحت بيوت الساكنة. أمر آخر لا يقل أهمية عما سلف ، هو كون تشغيل ذلك المسبح " المعطل" كان يوفر على الأسر البسيطة بالإقليم تكاليف التنقل لمدن ساحلية قريبة من أجل الترويح عن النفس سيما في مثل هذا الشهر الذي تتجاوز فيه درجات الحرارة ال40 درجة مائوية ،بالطبع في غياب أية بدائل أخرى ترفيهية من منتزهات وحدائق عمومية لتمضية الوقت. ورغم تأهيل المدينة إداريا إلى مستوى الإقليم عام 2008 ، فإن ذلك لم يجعلها تحظى كما كان مأمولا بمرافق عمومية في المستوى، بل إن مختلف مرافق المدينة سجلت تراجعا ملحوظا ، إن لم نقل بأنها تعطلت تماما مثل المسبح البلدي جراء ما يعتبره الكثير " شللا يضرب المجلس البلدي للمدينة". فمظاهر الإهمال والإفلاس الذي لحق مرافق عمومية عامة كانت تشكل من قبل ،خصوصية المدينة وذاكرتها الجماعية من منتزهات وساحات عامة وشوارع وأزقة تبدو اليوم بادية للعيان. وهذا الواقع تأسف له ساكنة المدينة التي كانت تمني النفس بأن يساهم التأهيل الإداري للمدينة في تطوير مرافقها العمومية الأساسية عوض تعطيلها ،كما تعكس ذلك أساسا النقاشات والتعاليق المتداولة في مختلف المواقع والمدونات المحلية. . وحسب ما صرح به بهاء الدين الوزاني وهو ناشط ومتتبع للشأن السياسي بالمدينة لموقع "صافي" فإن مشكل المسبح البلدي بدأ منذ تولي محمد الكنفاوي مهام رئاسة المجلس البلدي بالمدينة مبرزا أن المسبح لم يتم كراؤه لسنوات 2010 -2011-2012 ،على الرغم من أن المجلس البلدي كان يصادق في كل دورة أبريل طيلة هذه السنوات على كراء المسبح من أجل استغلاله في فترة الصيف ، إلا أن الرئيس لا ينفذ القرار. وأضاف أنه حتى المقاول الذي كان رئيس المجلس البلدي قد كلفه بإصلاح المسبح أوقف الأشغال بسبب مشكل نشب مع الرئيس ، مبرزا أن هذا الوضع جعل المسبح يصبح قبلة للمشردين واللصوص وعرض تجهيزاته للسرقة والإتلاف . وقال بهاء الدين إنه مهما كانت الخلافات التي تنخر المجلس، فإنها لاتبرر قرار تعطيل المسبح وحرمان أطفال المدينة من مكان للترفيه عن أنفسهم في ظل أجواء الاختناق التي تتخبط فيها المدينة وساكنتها وهي ترى مصالحها معطلة ومرافقها الأساسية تتآكل من فرط الإهمال جراء الخلافات التي تعصف بمجلسها البلدي. وفي انتظار تشفير لغز العطل الذي لحق المجلس البلدي للمدينة سيما وأنه تم تعيين عامل جديد على الإقليم ،إن لم يكن قد فات أوان ذلك بعد أن لم تعد تفصلنا عن الانتخابات المحلية القادمة سوى أشهر معدودة ،فإن موضوع المسبح البلدي للمدينة يعد اليوم ملفا مستعجلا يستدعي التدخل العاجل من لدن السلطات الإقليمية بغرض إصلاح المسبح وتمكين أطفال وشباب المدينة على غرار باقي مدن المملكة من السباحة في مسبح لائق عوض برك ومنابع مائية تهدد حياة وصحة أطفال وشباب المدينة للخطر.