تتوفر مدينة الشماعية على مسبح كان يشكل إلى وقت قريب المتنفس الوحيد لشباب هذه الحاضرة التي تفتقر إلى مرافق للترفيه والاستجمام. وهو في ملكية المجلس البلدي الذي كان يشرف لعدة سنوات على تسييره وتدبيره بأسعار في متناول الشباب والأطفال من الفئات الاجتماعية التي تشكل السواد الأعظم لساكنة الشماعية. غير أن حالة الإهمال والتهميش التي يوجد عليها هذا المرفق اليوم،توحي أن المجالس البلدية التي تعاقبت على تسيير الشأن المحلي ، ولمدة عقود لم تقدم أي خدمات ترفيهية للشباب والأطفال ،ومنها على الأقل ترميم وصيانة المسبح البلدي الذي يساهم في إنعاش صندوق البلدية،وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على سوء التدبير وتغليب المصلحة الفردية على المصلحة العامة. الإهمال من بين العوامل المحبطة حسب مصادر مهتمة بالشأن المحلي، فإن الإهمال الذي يعيشه المسبح البلدي يعتبر من بين العوامل المحبطة التي تدفع بالشباب والأطفال إلى الانحراف ودخول عالم الإجرام .وأضافت المصادر نفسها، أن مدينة الشماعية صارت من بين الحواضر المغربية المعروفة بارتفاع معدل الإجرام بين صفوف الشباب، مرجعة أسباب تفشي هذه الظاهرة إلى غياب دور الشباب والمرافق الترفيهية التي كان من المفترض أن تكون على رأس الأولويات لتجنيب الشباب دخول عالم الرذيلة والمخدرات. وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن المسبح البلدي المهمل يعتبر نموذجا لمجموعة من المرافق الاجتماعية والترفيهية والثقافية والرياضية التي كلفت صندوق البلدية الملايين من السنتيمات،هذه الاخيرة التي لم تعمر طويلا ولم تقدم أي دور أو خدمة لسكان المدينة، وأن البعض من هذه المرافق المهملة ذهبت أدراج الرياح كالحديقة العمومية الموجودة بحي الدرابلة التي كان يستغلها المجلس كمشتل فيه جميع أنواع الأشجار المثمرة و الأغراس ذات الروائح التي تساهم في تعطير الجو والترويح عن النفس. آمال معقودة على المجلس البلدي وبذلك، تفتقر المدينة للمرافق الاجتماعية والترفيهية التي تساعد على الترويح عن النفس!، فانعدام مساحات خضراء، وملاعب رياضية و منشآت ثقافية و مركبات اجتماعية... يجعل الشباب والأطفال لا يجدون مكانا تربويا لتجزية الوقت الثالث، مكانا يصرف عنهم شر الانحراف وبلوى المخدرات. ووفق مصادرعليمة، فإن المسبح البلدي الذي فتح أبوابه بدون ترخيص من الجهات المعنية تم إغلاقه لعدم توفره على المواصفات الضرورية.عقب مصرع شاب غرقا فيه . وتضيف المصادر، أنه بعد إغلاق المسبح الذي صار بعد ذلك ملاذا للمنحرفين ،ثم السطوعلى مضخات المياه وعدد من المعدات والمستلزمات مما يطرح أكثر من علامة استفهام حول الجهة التي قامت بعملية الاستحواذ على ممتلكات الجماعة التي صرفت عليها الملايين من السنتيمات. ويبقى أمل السكان معقودة على المجلس البلدي من أجل رد الإتبار للمدينة وانتشالها من واقع الإهمال والتهميش الذي عانت منه لفترة طويلة وذلك عن طريق الدفع بعجلة التنمية إلى الأمام، والبحث عن مستثمرين يوفرون فرص الشغل لشباب المدينة الذي يعاني البطالة في مدينة لا توفر لأبنائها فرص للحياة. مغامرة الشباب في أماكن خطيرة من جهة أخرى،تشهد مدينة الشماعية والمناطق المجاورة لها خلال كل موسم صيف تسجيل العديد من الوفيات جراء ارتفاع الحرارة ومغامرة بعض الأطفال في بعض الأماكن الخطيرة للسباحة التي ابتلعت العديد من الشباب في مقتبل العمر ومن بين هذه الأماكن سدود المياه الثلية ووادي زيمة هذا الأخير له تاريخ في ابتلاع شباب لاذنب لهم سوى أنهم حاولوا أن يتخلصوا من أشعة الشمس وحرارة الصيف بين أحضانه هل يتدارك المسؤولون الخصاص؟ يسجل المواطن الشماعي بكل امتعاض إغلاق المسبح البلدي الوحيد في وجه الشباب والأطفال والزائرين وكل هواة السباحة، وأمام هذه الوضعية تضطر شريحة عريضة من المغرمين بالسباحة إلى تحويل وجهاتهم إلى السدود الثلية القريبة من المدينة والتي لا تتوفر على شروط الأمن، فيما يفضل آخرون ممن توفرت لهم الإمكانيات المادية للتوجه إلى المسابح الخصوصية مقابل دفع واجبات حددت حسب المزاج لم تتوفر عند آخرين. فهل يتدارك المسؤولون عن الشأن المحلي هذا الخصاص والتعجيل بإنشاء مسبح بالمدينة يكون بمقدرة جميع الشرائح الاجتماعية الولوج إليه؟ بدل توجيه الأطفال إلى سدود الموت مثلما حدث بسد «بوحوتة» في أكثر من مرة.