حذَّر مناهضو التطبيع بالمغرب من مرور سفينة شحن تحمل أسلحة وذخيرة في طريقها إلى إسرائيل، عبر المياه المغربية، وهو ما قد يشكل، بحسبهم، في حالة السماح بذلك، "توريطا للمملكة أمام أنظار العالم والقانون الدولي في تهمة التواطؤ في ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية." السفينة المشبوهة التي دفعت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إلى مراسلة رئيس الحكومة عزيز أخنوش لمطالبته باتخاذ جميع الإجراءات الكفيلة بعدم وصول حمولة الأسلحة إلى الجيش الإسرائيلي، تحمل اسم "VERTOM ODETTE"، وهي مملوكة لشركة يابانية، وتبحر تحت علم دولة لوكسمبورغ، انطلقت من الهند في 18 أبريل المنصرم، مرورا بطريق الجنوب في جوار دولة جنوب إفريقيا، ثم الرأس الأخضر حيث رست الثلاثاء الفارط. وكشفت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، أنه رغم تصنيفها كسفينة "تجارية"، إلا أنها تحمل شحنات أسلحة وذخيرة ستحط في وجهتها الأخيرة بموانئ دولة الاحتلال، مسجلين في رسالتهم إلى أخنوش، أن السفن القادمة من المحيط الأطلسي تمر عبر مضيق جبل طارق للولوج إلى البحر الأبيض المتوسط. عبور "VERTOM ODETTE" المحمّلة بالسلاح إلى إسرائيل، يعني مرورها بالقرب من مياه تحت السيادة المغربية إن لم تكن داخلها، يؤكد المنسق الوطني للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، محمد غفري ل"الأيام 24′′، مشدد على أن السلطات المغربية مطالبة بمنع شق هذه السفينة أو رسوها بالمياه المغربية "حتى لا نشارك في إبادة الشعب الفلسطيني الذي يواجه حرب إبادة جماعية على يد الجيش الإسرائيلي كان آخرها قصف خيام النازحين في رفح". ولم تكن المجازر لتستمر، يقول غفري، لولا الدعم الأمريكي لإسرائيل، بتزويدها بالعتاد، مضيفا: "حرصا منا على ألا تكون بلادنا طرفا في دعم إبادة الصهاينة واستمرار حربهم المستعرة على الشعب الفلسطيني الأعزل، نطالب الحكومة المغربية بعدم السماح للسفينة المحملة بالأسلحة بالعبور من مياهنا الإقليمية". ويتطلع مناهضو التطبيع بالمغرب إلى اتخاذ حكومة أخنوش خطوة مماثلة كانت الحكومة الإسبانية قد عمدت إليها، عندما رفضت أواسط شهر ماي الفائت الترخيص لسفينة شحن دولية تدعى "MARIANNE DANICA" بالرسو في موانئها، للاشتباه في نقلها أسلحة إلى إسرائيل تم شحنها من الهند التي تعتبر من بين الدول التي تزود الكيان بالعتاد عسكري في الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023. ولم يقتصر امتناع حكومة الجار الشمالي للمغرب على عدم الترخيص لتلك السفينة الدولية التي كانت تحمل هي الأخرى العلم الدنماركي، بل شمل القرار أيضا، وفقا لما نقلته وكالة "أوروبا برس"، منع كل الشحنات، سواء البحرية أو الجوية لنقل الأسلحة لإسرائيل في الوقت الراهن، وهو ما يعكس موقف مدريد المتعاطف مع الشعب الفلسطيني في محنته الإنسانية الصعبة. وكانت "MARIANNE DANICA" التي منعتها الحكومة الإسبانية من الرسو في ميناء قرطاجنة (كارتاخينا)، قد مرّت من نفس المسار الذي تشقه حاليا سفينة VERTOM ODETTE، وهو ما يفرض، وفقا لغفري، إخضاعها للتفتيش للتأكد من حمولتها، ثم اتخاذ القرار الصائب، موضحا أن الجبهة المغربية حصلت على هذه المعطيات بفضل شبكة علاقاتها الدولية.