أثار موضوع مباشرة المصالح الأمنية وعناصر الدرك الملكي لمسطرة التحقيق في الاستيلاء على الأراضي السلالية بمداشر تابعة للجماعة القروية العليين بعمالة المضيقالفنيدق جدلا كبيرا وسط ساكنة هذه الدواوير مخافة استغلال هذا التحقيق لتطبيق إجراءات إفراغهم من الأراضي التي يملكونها منذ عقود من الزمن. وقال مواطنون بمداشر "واد زرجون" و"الكوف" و"بلوازن" إن قيام المصالح الأمنية بفتح تحقيق حول استيلاء أشخاص على أراضي سلالية والاعتداء على الملك الغابوي بالمنطقة لا ينبغي أن يكون ذريعة لحرمان ذوي الحقوق من امتلاك الأراضي التي ورثوها عن أجدادهم منذ عشرات السنين، مشيرين في تصريحات استقتها جريدة بريس تطوان إن التحقيق حول هذا الموضوع ينبغي أن يشمل أشخاصا وافدين على المنطقة ولهم نفوذ كبير قاموا في السنوات الماضية بتحويل الملك الغابوي إلى أراضي خاصة دون حسيب أو رقيب "وأمام أعين السلطات المحلية في كثير من الأحيان دون اتخاذ أي إجراءات زجرية". وأكد المواطنون في ذات التصريحات إن الدواوير التابعة للجماعة القروية العليين عرفت في السنوات الماضية حالة من "التسيب" أدت إلى الاستيلاء على عشرات الهكتارات من الملك الغابوي ومن الأراضي الجماعية من قبل أشخاص وافدة على المنطقة و"بتواطؤ مع بعض أعوان ورجال السلطة" فيما ظلت الساكنة الأصلية المتواجدة بهذه المنطقة القروية تعاني من ويلات الإقصاء والتهميش وتحرم في كثير من الأحيان من حقها في البناء أو إقامة أنشطة فلاحية ورعوية بذريعة حماية الملك الغابوي. وكانت مصالح وزارة الداخلية بالمضيقالفنيدق، على غرار عمالات وأقاليم أخرى تابعة لجهة طنجةتطوانالحسيمة، قد وجهت في وقت سابق شكاية للنيابة العامة حول الاستيلاء على الأراضي السلالية والاعتداء على الملك الغابوي بدواوير تابعة لجماعة العليين. وباشرت المصالح الأمنية معززة بعناصر من الدرك الملكي وأعوان السلطة سلسلة تحقيقات ميدانية بمدشر "واد زرجون" و"تويسة" التابعين للجماعة القروية المذكورة. وشملت هذه التحقيقات، في مرحلة أولى، زوجة برلماني سابق بدائرة المضيقالفنيدق المتهمة بشراء مساحات شاسعة من الأراضي بمدخل مدشر "واد زرجون" بعقود عرفية وتمليكها بطرق مشبوهة. ومن المنتظر، بحسب مصادر مطلعة، أن توسع المصالح الأمنية من تحقيقاها بالمنطقة حول الاستيلاء على مئات الهكتارات من الأراضي وتوسع عملية البناء العشوائي، فضلا عن الاعتداء على الملك الغابوي بشكل أصبح يهدد المنظومة البيئية والإيكولوجية بالمنطقة.