رغم حالة العزلة التي تعيشها هذه المنطقة، وغياب شبكة مندمجة للخدمات الأساسية من ممرات ومسالك طرقية وإنارة عمومية ومرافق خدماتية للصحة والثقافة والرياضة؛ إلا أن المنطقة الجغرافية المسماة "فحص المهر" التابعة لمدشر بلوازن بالجماعة القروية العليين، تعتبر واحدة من أجمل وأفضل الوجهات الطبيعية والإيكولوجية بجهة طنجةتطوانالحسيمة. وتتميز هذه المنطقة، المطلة على سد أسمير بعمالة المضيقالفنيدق، بمناظرها الخلابة وشساعة غطائها الغابوي الأخضر وغزارة مياهها الجوفية، علاوة على أهميتها البيئية والإيكولوجية على المستوى المحلي والجهوي وانتشار مجموعة من الحيوانات البرية، مما أهلها لتكون وجهة سياحية وإيكولوجية مهمة بالنسبة لساكنة عمالة المضيقالفنيدق وهواة تسلق الجبال والسياحة الجبلية والطبيعية. ويشكل الجبل الأبيض وهو أعلى قمة جبلية بالمنطقة الذي يفوق علوه 800 متر عن سطح البحر، واحدا من أشهر المواقع السياحية التي يقصدها الزوار بشكل مستمر وعلى مدار السنة. ويعود اسم هذه المنطقة (فحص المهر) إلى حقبة تاريخية قديمة حيث كانت ساكنة الدواوير المجاورة التابعة للجماعة القروية العليين وهي "الكوف" و"البين" و"الدوايلش" و"واد زرجون" تقصد هذه المنطقة الجبلية لرعي ماشيتها وتركها هناك لفترة طويلة تعد بالأشهر بالنظر لكثرة الكلأ ووجود مساحات شاسعة من العشب والمياه، دون أن تتعرض لأي عملية سرقة أو نهب. وبحسب مصدر محلي فإن منطقة الجبل الأبيض بمدشر بلوازن أصبحت مشهورة بشكل متزايد بالنظر لحجم الوافدين على المنطقة، وإعجابهم الكبير بما تزخر به من مؤهلات طبيعية جميلة ونادرة. وقال المتحدث في تصريح لجريدة بريس تطوان إن المنطقة تحتاج لالتفاتة عاجلة لتجهيز بنياتها الأساسية وخاصة شبكة الطرق والممرات المؤدية للمنطقة، حتى تحقق إشعاعا أكثر، وتصبح السياحة بالمنطقة رافعة أساسية للتنمية وفرصة مهمة لإنعاش الوضعية الاجتماعية والاقتصادية لساكنة المنطقة. وأَضاف المتحدث إن المنطقة تتميز أيضا بمؤهلات مجالية مهمة وخاصة بعض الزراعات المعيشية ومنتوجات الألبان، داعيا السلطات المحلية والمنتخبة إلى إقرار برنامج عاجل لتأهيل المنطقة وإخراجها من حالة العزلة التي تعيشها منذ سنوات.