أ- أسانيد أبي الحسن الشاري إلى الموطأ: قال أبو الحسن الشاري رضي الله عنه: قرأت جميع كتاب الموطأ من تأليف إمام دار الهجرة مالك بن أنس رضي الله عنه رواية يحيى بن يحيى الليثي الأندلسي رحمه الله على الشيخ الفقيه المحدث العدل أبي محمد عبد الله بن محمد بن عبيد الله الحجري في شهر جمادى الأولى عام تسعين وخمسمائة، وبداره من زقاق عمران البناء بحومة مقبرة زكلو من مدينة سبتة حرسها الله، وحدثني به بسنده المعلوم من برنامجه انتهى من أصل أندلسي عتيق من موطأ مولانا الإمام مالك رواية يحيى بن يحيى الليثي أسانيد أبي الحسن الشاري إلى الموطأ. قال الإمام أبو الحسن الشاري رضي الله عنه: وقرأته أيضا على سيدي ومولاي أبي الشيخ أبي عبد الله بن علي بن محمد بن يحيى الغافقي مرة ثانية : – الأولى منهما في سنة إحدى وتسعين وخمس مائة، في أصل كتابه الذي سمع فيه على الشيخ الفقيه المحدث الحاكم بمدينة مرسية حرسها الله وأمنها، أبي جعفر أحمد عبد الرحمن بن إدريس رحمه الله، في سنة خمسين وخمس مائة بمدينة مرسية حرسها الله، وبمسجد ابن يبقى، بقراءة الفقيه الكاتب أبي بكر بن زهرودس، وهو عم الكاتب الشهير الذكر أبي الحكم ابن زهرودس، حدثه به ابن إدريس المذكور عن الفقيهين المحدثين الفاضلين؛ أبي علي حسين بن فيرة الصدفي وأبي محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الخشني المعروف بابن أبي جعفر رحمهما الله، بسندهما المعلوم إلى مالك بن أنس رضي الله عنه. – وكانت قراءتي إياه في المرة الثانية على سيدي ومولاي أبي رحمه الله، وملأ قبره نورا، ولقاه نضرة وسرورا، في سنة ثلاث وعشرين وستمائة، وتوفي رحمه الله بعدها في صفر أربع وعشرين وستمائة، أبقى الله على بركة دعائه، ونفعني بيره . قاله وكتبه علي بن محمد بن علي بن محمد بن يحيى الشاري وفقه الله وهداه وأسعده ونفعه (انتهى). قال الفقيه محمد بوخبزة الحسني: ولا يخفى ما في هذا الإسناد من فوائد حديثية وتاريخية وتراجمية، ثم ما فيه من الحلى والثناء، ثم ما فيه من دلائل البر بالآباء، من تأدب بحضرتهم، وتفخيم في مخاطبتهم، والإسناد يحتاج لمقالة كاشفة عن مخدراته، وجماله ومجوهراته، أعاننا الله على الاعتناء به، والتنبيه على محاسنه ومفاتنه، والحمد لله رب العالمين. ب: أسانيده لصحيح البخاري يبرز لنا ابن رشيد في (إفادته) ذكر أبي الحسن الشاري بين شيوخ سنده للبخاري، ويقول عنه في هذا الصدد…: "حدث عنه جماعة من الجلة، منهم شيخنا أبو فارس عبد العزيز بن إبراهيم: سمع عليه جميع الجامع الصحيح لإمام الحديث أبي عبد الله البخاري، بقراءة الكاتب الحافل: كاتب الخلافة أبي الحسن الرعيني . رحمه الله . إلا يسيرا منه… وكان السماع في الأصل العتيق الذي يعز نظيره، وهو أصل الراوية المحدث الضابط المتقن أبي بكر ابن خير الذي بخط أبيه رحمهما الله، ومعاناة أبي بكر بالأصل العتيق: أصل أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عيسى بن منظور القيسي الذيعليه اعتماد الأندلسيين، وأتقنه الضابط أبو بكر ابن خير إتقانا لا مزيد عليه، وقابله بالأصل المذكور مرات . وفي هذا الأصل نفسه كان سماعنا على الشيخ أبي فارس، وفيه كانت القراءة، والشيخ ممسك أصله الذي بخط أبيه، وكان متقنا. وكانت قراءة الكتاب أبي الحسن الرعيني في أصل نفسه، الذي هو أصل أبي الوليد بن الدباغ، وبخطه وقراءته مرة وسماعه مرتين على أبي علي الصدفي. قال الشيخ أبو الحسن الشاري رحمه الله: وفي مجلس السماع حفيدي: يحيى بن أبي عبد الله محمد بن محمد البطرني، وهو ممسك الأصل المحبس بمدرسة سبتة: أصل أبي القاسم أحمد ابن ورد، الذي كتب له من أصل أبي القاسم المهلب ابن أبي صفرة، وهو رواية القابسي وقراءة ابن ورد علي أبي القاسم أصبغ بن محمد بن محمد بن أصبغ الأزدي، وتناوله من يد أبي علي الغساني، ومن يد أبي محمد ابن عتاب، وقابله بأصولهما على ما يجب. قال ابن ورد: ومن كتاب أبي محمد ابن عتاب اتفقت رواية الأصيلي، فإن أباه أبا عبد الله ابن عتاب كتبها من أصل الأصيلي الذي بخطه وقابلها به، ثم قابله ابن ورد بأصل أبي الحسن طاهر بن مفوز عام أحد وخمسمائة. ج: أسانيده للسنن الكبرى للنسائي يقول ابن حجر في المعجم المفهرس: وقرأت السنن الكبرى للنسائي على أبي طاهر محمد بن أبي اليمن الربعي عن أبي عمرو عثمان بن المرابط إجازة مكاتبة وهو آخر من حدث عنه بالديار المصرية أنبأنا أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير العاصمي أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد الشاري أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي الحجري أنبأنا أبو جعفر أحمد بن عبد الرحمن البطروجي أنبأنا محمد بن فرج مولى ابن الطلاع أنبأنا يونس بن عبد الله بن مغيث الصفار أنبأنا محمد بن معاوية بن الأحمر أنبأنا أبو عبد الرحمن النسائي. إن تفرد ابن الزبير في رواية سنن النسائي الكبرى عن شيخه الشاري يفيد أن المشارقة وخاصة الذهبي وابن حجر يروون سنن النسائي الكبرى من طريق ابن الزبير عن شيخه الشاري. قال الذهبي: أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي طلب العلم في سنة ست وأربعين وستمائة وسمع من جماعة وتفرد بالسنن الكبير للنسائي عن أبي الحسن الشاري بينه وبين المؤلف ستة أنفس. د: روايته للتاريخ الصغير للبخاري: أثبت له ابن رشيد رواية حديث في التاريخ الصغير للبخاري. ه: روايته لكتاب الشفا في تعريف حقوق المصطفى. وقفت في ترجمة أحمد بن ابراهيم بن الزبير بن محمد بن ابراهيم بن الزبير بن عاصم الثقفي العاصمي الأندلس الغرناطي الاستاذ أبو جعفر المعروف بابن الربيع. أنه سمع علي أبي الحسن علي بن محمد الشاري السنن الكبرى للنسائي رواية ابن الأحمر. وقرأ جملة من كتاب الشفا للقاضي عياض على أبي عبد الله محمد بن عبد الله الأزدي وسمع بعضه على أبي الحسن بن يحيى الشاري بسماعهما له على أبي عبد الله محمد بن حسن بن عطية بن غازي عن المؤلف وعلى أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن ابراهيم بن جوبر التيسير في القراءات لأبي عمر الداني". و: ومن كتب النحو الإيضاح لأبي علي الفارسي جاء في برنامج المجاري: سمعت عليه بعضه تفقها وحدثني به عن الأستاذ أبي عبد الله بن بيبش عن الإمام أبي جعفر بن الزبير عن أبي الحسن الشاري عن السهيلي عن القاضي أبي بكر بن العربي عن أبي المظفر بن العباس عن أبي بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن عن أبي الحسن محمد بن الحسين ابن أخت أبي علي الفارسي عن أبي علي رحمه الله. ز : ومن كتب الفقه الرسالة في الفقه المالكي: عرضت عليه جميعا عن ظهر قلب وسمعت بعضها تفقها وحدثني بها عن الخطيب المحدث الحافظ أبي القاسم ابن جزي عن الشيخ الأستاذ خاتم علماء المغرب أبي جعفر بن الزبير عن المحدث أبي الحسن. وبعدما حصل تلك الأسانيد العالية عمد إلى منهج في التدريس يعتمد الأصول المختلفة للكتاب في مجلس إقرائه. – مما يدل أن الدرس الحديثي في سبتة اعتنى بحل إشكال يتعلق بعلم الحديث رواية ودراية هو وجود اختلاف ألفاظ وحروف وزيادة ونقصان وتبديل وتغيير ضبط بين الروايات المختلفة لصحيح البخاري بالاحتكام إلى النسخة العتيقة المحصلة الحفاظ الضابطين والمتقنين. الكتاب: السنة النبوية في سبتة العالمة الكاتب: د. عبد الهادي الخمليشي: أستاذ بدار الحديث الحسنية بالرباط وعضو المجلس العلمي لعمالة المضيقالفنيدق (بريس تطوان) يتبع..