يحسب للمرأة دورها الكبير في بناء وتنمية المجتمع حالها حال الرجل، فقد شاركت عبر العصور القديمة والحديثة في شتى المجالات والميادين، ومن خلال هذا المقال سأسلط الضوء على «نساء تطوانيات» سجلن حضورهن المتميز عبر التاريخ في العمل على النهوض بالعمل الاجتماعي والتطوعي في مجالات متنوعة، وأسهمن في البناء الحضاري والمعرفي للمجتمع التطواني. 1. نماذج لنساء تطوانيات ساهمن في النهوض بالعمل التطوعي اشتهرت من نساء تطوان مجموعة من السيدات اللواتي اشتهرن بما قدمنه للمجتمع من خدمات تطوعية، أبن عن علو كعبها في أعمال الخير والإحسان، وانخرطن في أعمال البر والإحسان، وقمن بدور متميز في مجال التكافل الاجتماعي، أذكر من بينهن: – منانة بنت محمد ابن طريقة: وهي امرأة صالحة كانت تتكفل بعملية ختن الأطفال في شهر ربيع الأول بزاوية سيدي علي بركة بالسوق الفوقي، وكانت بقيد الحياة سنة 3 2 6 1 م. – عائشة بنت علي قزمان: وكانت أول من قامت بتحبيس قسط من مالها لشراء أقداح صغيرة من الفخار توزع على الأطفال بباب المقابر يوم عاشوراء، وكانت بقيد الحياة سنة 1689م. – رقية بنت علي لوقش: وهي معلمة بارزة في الخياطة والطرز والرقيم، كانت دارها تعرف «بدار المعلمة» حيث كانت تعلم البنات بالمجان، وهي التي ابتكرت فكرة منح شهادة الخياطة والطرز والرقيم منسوجة في قطعة من النسيج. كانت بقيد الحياة سنة 14 17 م. – الوزنة بنت محمد طانية: خطاطة كانت تنسخ مصحفا واحدا في السنة وترسله مع الحجاج إلى المسجد النبوي الشريف للتبرك والعودة به إليها حيث تحبسه على إحدى مساجد تطاون، وكانت بقيد الحياة سنة 0 2 7 1 م. – خديجة بنت عبد الباقي ابن قريش: محسنة حبست قسطا من مالها لشراء زيت الإنارة لجامع سيدي بن مسعود الجعيدي بحومة العيون، كما كانت تهدي في شهر ذي الحجة من كل سنة «كسوة» لضريح سيدي طلحة الدريج وأخرى لضريح سيدي عبد القادر التبين، وكانت بقيد الحياة سنة 3 179 م. – رقوشة بنت الحاج عبد الكريم اللبادي؛ امرأة محسنة حبست مجوهراتها لتزيين العرائس الفقيرات ليلة زفافهن، وكانت بقيد الحياة سنة 1796 م. – فطاطم بنت عبد السلام ابن قريش: برعت في التطبيب، وكانت ماهرة في صنع «الجبيرة» لعلاج كسر الأيدي والأرجل، فساعدت العديد من المرضى والجرحى. كانت بقيد الحياة سنة 3 179 م. – زينب بنت المهدي ابن عبد الوهاب: اشتهرت بخبرتها في إعداد الدواء المعروف ب «الترياق» المضاد للتسمم، وتمكنت من مساعدة العديد من الناس. كانت بقيد الحياة سنة 1797م. – فضيلة بنت محمد كرازو: متصوفة كانت تحسن بالفقراء، وقد أوصت بتحبيس جميع ما ورثته عن أمها لتوزيع الجلاليب على الفقراء في فصل الشتاء، وكانت بقيد الحياة سنة 1825 م. – رقوشة بنت عبد الكريم لوقش: فقيهة كانت تتعاطى التطبيب وكان لها إلمام كبير بالنباتات، تعرف منافع كل نوع منها وترشد المريضة على كيفية استعمالها، وكانت بقيد الحياة سنة 1854 م. – حفصة بنت المهدي البقالي: امرأة صالحة ورثت عن والدها كيفية صناعة بعض الأعشاب وكانت تتعاطى التطبيب وتساعد الناس إلى أن وافتها المنية سنة الأدوية من 1854م. – لطيفة بنت محمد المريبطو: محسنة وضعت مجوهراتها تحت تصرف العرائس الفقيرات للتزين بها ليلية زفافهن، وقد وافتها المنية سنة 1868 م. للا فريجة: امرأة صالحة اشتهرت بأعمال البر والإحسان، كانت تطبخ الطعام وتحمل قفف الأكل إلى الخيريات، وتقوم بتنظيف المساجد وبيوت الله تعالى، ولا تتوقف في مساعدة اليتامى والمساكين، وكانت النسوة عندما يشعرن بآلام المخاض والوضع يبعث إليها لتكون السيدة للا فريجة بجانبهن في تلك اللحظة الصعبة، رغم عملها كانت للافريجة تطعم زائرات المرأة التي وضعت مولودها ولا تغادر بيتها إلا بعد الشفاء، فكانت تطرق أبواب الفقراء في شهر رمضان وتحمل لهم ما استطاعت حمله من أكل وطعام، وتخصص عشرة من أكباش مزرعتها للصدقة على الفقراء، لما اقتربت من الخمسين من العمر وزعت التركة على ما بقي من إخوتها وأولادهم، وهدمت منزلها الذي ورثته من تركة أبيها وبنت مسجدا لا زال إلى يومنا هذا يذكر فيه اسم الله تعالى وتقام فيه الصلوات الخمس. وما تبقى لها من العمر قضته في أعمال البر والخير وكانت لا تفارق المسجد حتى التحقت بربها. عنوان الكتاب: المرأة التطوانية وإسهامها في البناء الحضاري والمعرفي الكاتب: كتاب جماعي الناشر: مركز فاطمة الفهرية للأبحاث والدراسات (مفاد) بريس تطوان يتبع..