تسببت المرحلة الانتقالية لملف النقل الحضري بتطوان، والمدن المجاورة، في صراعات داخل الأغلبية المسيرة للمجلس الجماعي لتطوان، أول أمس الاثنين، فضلا عن خلافات حادة داخل فريق حزب الاستقلال، المشارك في أغلبية مصطفى البكوري، حول عدم تبادل المعلومات الخاصة بتدبير مجموعة الشمال الغربي لملف النقل الحضري طيلة الأيام الماضية، ومطالبة الرئيس بالكشف عن كافة الحيثيات والظروف المتعلقة بسير المرحلة الانتقالية وإنجاز دفاتر تحملات جديدة تنظم القطاع. واحتج نائب للبكوري بشدة، خلال اجتماع للمكتب المسير، على طريقة تدبير أزمة ملف النقل الحضري دون إطلاع الجميع على تفاصيل القرارات والمشاكل التي واجهت الصفقة العمومية وتسببت في تأخيرها، فضلا عن تأخر مكتب الدراسات المكلف بإعداد دفتر التحملات وفق المعايير الحديثة، ناهيك عن غياب وضع المستشارين في الصورة بالنسبة للقرارات التي تمت دراستها داخل مؤسسة الشمال الغربي المكلفة بتدبير النقل الحضري والتطهير السائل والماء والكهرباء بقرار من وزارة الداخلية. وحسب مصادر مطلعة، فإن جدل المرحلة الانتقالية لملف النقل الحضري يتواصل داخل مجلس تطوان، وسط تسجيل توقف مؤقت لثمانية خطوط بسبب صعوبة الولوج كما أعلنت الشركة المكلفة، وكذا تباين الآراء بين من ينتقد الخدمات ويطالب بالرفع من جودة الخدمات، ومن يتحدث عن ملف حساس له كواليس متعددة استمرت لسنوات وتراكمات عدم العمل بملاحظات بالجملة للمجلس الجهوي للحسابات، ووصل الآن مرحلة انتقالية سيتم خلالها استكمال إنجاز دفتر التحملات الذي على أساسه يمكن إطلاق صفقة عمومية في أقرب وقت ممكن تشارك فيها جميع الشركات الراغبة في ذلك، والفائز يتم إعلانه من قبل لجنة مختلطة تحت إشراف السلطات الوصية. وأضافت المصادر عينها أن السلطات المختصة بتطوان تتابع تطورات تدبير ملف النقل الحضري بالمدينة، بواسطة مرحلة انتقالية تمتد لسنة قابلة للتجديد مرة واحدة، كما تتابع سير الخطوط داخل المدار الحضري وخارجه، وسط تأكيد مسؤولين كبار على استمرار الجودة في الخدمات، واحترام شروط السلامة والوقاية من الأخطار وتجنب الصراعات الانتخابوية والمزايدات في ملفات حساسة لها علاقة بالشأن العام والتنمية السياحية. وتوجد مجموعة الجماعات الشمال الغربي، التي تضم العديد من الجماعات الترابية بالمضيق وتطوان، الآن أمام امتحان حقيقي لتدبير المرحلة الانتقالية في ملف النقل الحضري، وضمان استمرارية الجودة في الخدمات ووضع تصور استباقي واضح لتدبير فصل الصيف والذروة السياحية، فضلا عن تفادي الاكتظاظ وتوفير الحافلات بالعدد الكافي لتغطية الخطوط.