يبدو أن القائمين على التدبير الترابي لمنطقة الزرقا بإقليم تطوان قد أبانوا عن قصور تصورهم بشأن استثمار هبة الطبيعة بالمنطقة، فرغم الشهرة المتزايدة التي ما فتئت تحظى بها "عين الزرقا" وطنيا و دوليا إلا أن بنيتها التحتية ما زالت ترزح تحت وطأة الفوضى و العشوائية ، إذ مع مدخل مركز "المنتجع" يكتشف الزائر ضعف بنية إستيعابه للعدد المتزايد من السيارات، إذ يعجز الزائر عن إيجاد مكان لركن سيارته في ظل فوضى عارمة بطريق تكاد تسع سيارتين على خطَّيْ السير في غياب أدنى مبادرة من القائمين على تدبير الفضاء لمحاولة إيجاد حلول ممكنة أولها توسعة الطريق على الجانبين (رغم صعوبتها فهي ممكنة) و الثاني توفير وسائل نقل عمومية عند حي بني صالح أو كويلمة أما عن فوضى حراس السيارات فذاك إشكال آخر في غياب أدنى محاولة لإدماج هؤلاء الشباب أو محاولات تأطيرهم أو تنظيمهم سواء مهنيا أو على مستوى الشكل و المظهر الذي قد يعكس الثقافة المحلية ، ثم في المركز الضيق ما بين ضفتي القنطرة يتكدس بائعوا المنتجات المحلية من خبز و خضار و غيرها في مشهد بئيس يغيب عنه أدنى تنظيم هيكلي لهذه المعروضات لتقدَّم للزوار في أجمل حلة و في أكشاك خشبية أنيقة ، ثم أرضية المركز نفسها التي تفتقر لأدنى محاولة تزفييت أو تبليط متروكة لعوادي الزمن و غبار فصل الصيف القائظ. أما مسبح "المنتجع" هبة السماء للمنطقة بمائه الرقراق العذب البارد المنعش فتغيب فيه أدنى شروط سلامة المستجمين الذين يتهور الكثير منهم (يافعون و مراهقون) بالقفز من أعلى المنحدر الصخري على علو عشرات الأمتار مهددين حياتهم للخطر و إن لا قدر الله و تعرض أحدهم للإصابة(و قد حدث ذلك بالفعل و منهم من أصيب بالشلل) فوصول سيارة إسعاف لمركز المنتجع أمر شبه مستحيل مع اكتظاظه بالسيارات. لم أرغب في الحديث هنا عن فوضى الكراسي على جوانب الوادي أو إنعدام النظافة بالمنطقة أو الإنقطاعات المتكررة للكهرباء أو انعدام الإنارة على طول طريق الجبل الضيق و الذي يهدد بحوادث سير مميتة، لكنها بالتأكيد تستحق الزيارة من مسؤوليها أولا قبل السياح و الزوار للوقوف على هذه الإختلالات التي تخدش جمالية "المنتجع" الذي يبقى بلا شك متنفسا لساكنة تطوان و نواحيها و مزارا طبيعيا للمعجبين به من داخل أرض الوطن و خارجه يقصدونه لارتشاف كأس شاي معشوشب على ضفتي واديه أو تناول طاجين ببهارات محلية، لتبقى نقطة الضوء الوحيدة في هذا المنتجع وداعة ساكنته و طيبوبتهم و إكرامهم للزائر إضافة إلى جهود بعض المستثمرين المحليين لتقوية بنيات استقبالهم من منازل و مسابح و مقاهي لتكون عند في مستوى انتظارات زوار منتجع "الزرقا".