تواصل المناسبات الدينية الإسلامية في سبتة ومليلية، ترسيخ ارتباط المدينتين المحتلتين بامتدادهما المغربي، حيث شكلت احتفالات عيد الأضحى هذا العام فرصة أخرى للتأكيد على هذه الرابطة، سواء من خلال موعد حلول العيد أو الطريقة التي اعتمدها مسلمو الثغرين السليبين للاحتفاء بهذه الشعيرة الإسلامية. في مدينة سبتة، اختار الأهالي المسلمون، على رأسهم الذين ينحدرون من أصول مغربية، مسايرة الموعد الرسمي الذي اعتمده المغرب للاحتفال بشعيرة عيد الأضحى المبارك، خلافا لمسلمي اسبانيا الذين دأبوا على مسايرة مواعيد المملكة العربية السعودية بخصوص المناسبات الدينية. وبرز ارتباط مسلمي المدينةالمحتلة بانتمائهم المغربي، من خلال عدة مظاهر احتفالية، بدأت بارتدائهم للزي المغربي، مثل الجلابة والقندورة والجابادور، والتوجه نحو المصلى العمومي الذي يقام كل سنة في ساحة لوما مارغاريتا سنة وسط المدينة، قبل أن يتفرغوا لنحر الأضاحي في الفضاءات المخصصة لإتيان هذه الشعيرة النبوية. وينتظر أن تتواصل الطقوس الاحتفالية طيلة أيام العيد، كما جرت عليه العادة، وفق نسق اجتماعي مغربي خالص، لا سيما ذلك السائد بالمدن المجاورة. ويعود السبب في رسوخ هذه التقاليد المغربية المغروسة لدى سكان سبتةالمحتلة الذين يتشبثون بها، إلى وجود أزيد من 90 بالمائة من مسلمي سبتةالمحتلة من أصول مغربية، ونسبة كبيرة منهم يوجد أفراد عائلاتهم في المدن المجاورة كالفنيدق والمضيق وتطوان. وعلى مدى قرون طويلة؛ يعتمد مسلمو سبتة كما في مليلية، على مواعيد المغرب في بداية شهر رمضان والأعياد الدينية التي يعتمد فيها بدوره على رؤية الهلال عكس إسبانيا –التي تخضع لها المدينتان- والتي تعتمد على غرار باقي الدول الأوروبية مواعيد المملكة العربية السعودية.