تاريخ تطوان خلال القرن السادس عشر تتجلى فيه بصمات سيدي المنظري، بانيها الجديد، الذي شرع في إعادة تشييدها في أواخر القرن الخامس عشر. هاجر منفيا اتجاه المغرب خلال مواجهة غرناطة للزحف الأخير لجيوش الملوك الكاثوليك في نهاية القرن الخامس عشر، ربما قبل سقوطها النهائي سنة 1492 أو بعد ذلك بفترة وجيزة. وقد نهج سيدي المنظري سياسة عسكرية أساساً وهو ما ينعكس في هندسة نواة المدينة العتيقة. أما فيما يتعلق بالتاريخ المحدد لبناء مدينة تطوان فهناك اختلاف بين المصادر، وهو ما يمكن قوله كذلك ساعة الحديث عن جوانب أخرى من الحياة التطوانية خلال القرن السادس عشر. ومع ذلك فإن الخطوط العريضة لهذا التاريخ تم وضعها من طرف مؤرخين مغاربة كمحمد داود في مؤلفه القيم تاريخ تطوان ومؤرخين إسبان كالغرناطي-التطواني غييرمو غوثالبيس بوستو فالتأسيس الجديد لتطوان والذي تم بعد فترة قصيرة بعد بناء شفشاون من طرف الرشيد، تزامن مع احتلال البرتغال للمدن الساحلية سبتة وطنجة والقصر الصغير والعرائش. من هنا اضطرار سيدي المنظري لاتباع سياسة عسكرية حازمة. يتميز التاريخ السياسي لتطوان بالعلاقة بين السلطة الإقليمية والسلطة المركزية التي كانت أساسا حربية. لهذا السبب فإن هندسة أهم معالم المدينة يحمل طابعا دفاعيا واضحا. فقد بني سيدي المنظري والمجاهدين الغرناطيين الذين رافقوه أسوار المدينة والأبواب الرئيسية كباب العقلة وباب سيدي السعيدي وباب الجياف وباب المقابر وباب التوت وباب النوادر. دليل مادي آخر على هذه الروح نجده في قصبة سيدي المنظري ومقابر المجاهدين. هذا بعد واضح في تاريخ القرصنة بتطوان خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر، خلال القرن التاسع عشر أكدت ما يسمى بحرب تطوان أو حرب إفريقيا استمرارية هذا التقليد. في القرن العشرين فإن بداية الحماية الإسبانية للمغرب انطلقت مع احتلال تطوان عسكريا. المصير الاقتصادي لتطوان ارتبط دائما بمحيطها المباشر ولكن كذلك بالنمو الاقتصادي الشامل في إطار علاقات المغرب الداخلي بدول حوض المتوسط والمشرق العربي، فازدهار النشاط الاقتصادي في تطوان خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر النصف الأول من القرن التاسع عشر طبع المدينة بشكل عميق تاركا بصماته في المدينة العتيقة، كما أن العلاقات البحرية والتجارية بين دول المتوسط جعلت من تطوان باب المغرب خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر. الكتاب: المدينة العتيقة في تطوان "دليل معماري" (بريس تطوان) يتبع..