الحراكة لا يتحركون من فراغ بل تقف وراءهم شبكات منظمة لها اطلاع واسع على الوضع الجيوسياسي، للمنطقة، والحساسيات الحدودية، وتطور الاتجاهات الانتخابية، ومن يتواجد في السلطة ،هل يمين أم من أحزاب اليسار، وفي الأخير فهم لا يأبهون لإشعال حرب طاحنة بين المغرب وإسبانيا من أجل الوصول إلى الضفة الشمالية لحوض البحر الأبيض المتوسط. الدليل على ذلك؛ هو إقدام 8 حراكة انطلقوا من الأراضي المغربية وحطوا الرحال بأخطر نقطة نزاعية بين المغرب وإسبانيا، يتعلق الأمر بجزيرة "برخيل " أو جزيرة "المعدنوس"، التي تحتفظ بوضع محايد جد حساس، بحيث لا تدخلها القوات المغربية، ولا عناصر الحرس المدني الإسباني تفاديا لتدهور العلاقات بين البلدين. وفي هذا الصدد ،أفادت مصادر إعلامية محلية بمدينة سبتة، أن حوالي 8 حراكة، يتحدرون من دول جنوب الصحراء، وصلوا إلى جزيرة "برخيل" بحرا بواسطة زورق مطاطي، يطلقون العديد من نداءات الاستغاثة، لإحراج السلطات الإسبانية وإجبارها على التدخل من أجل إنقاذهم، وهو أمر سيشكل انتهاكا للاتفاق المغربي الإسباني، الموقع سنة 2002، تحت رعاية الولاياتالمتحدةالأمريكية، والذي نص صراحة على احترام وضعية "الستاتيكو" للجزيرة من طرف القوات البرية والبحرية للبلدين.
يذكر أن الحكومة الإسبانية الحالية أبدت مؤخرا، قلقها من أن تتحول جزيرة " برخيل" إلي منصة حقيقية لنقل جحافل المهاجرين الغير النظاميين، نحو الجنوب الإسباني، بعد أن تم إغلاق معابر ليبيا، وطريق البلقان بإحكام في وجه الهجرة السرية.