في مناسبات عديدة، كان المدرب السابق للمغرب التطواني يوسف المريني، الذي حقق معه الفريق العودة إلى القسم الأول، لايفوت الفرصة بالقول إن "مدينة تطوان تتنفس الكرة". من شاهد المباراة الأخيرة للمغرب التطواني، وهو يلاقي نظيره شباب الريف الحسيمي يخلص إلى صحة هذا القول . فجل ألسن المدينة في مباراة الأمس القريب تحدثت عنها، وكانت محل تداول بين الصغار والكبار في المقاهي والبيوت والشوارع.
هي مدينة بكل صدق تتنفس الكرة، التي ليست حديثة العهد بها، فمن يقرأ تاريخها الرياضي يقف على أنها عرفت الكرة منذ عقود، وكان ملعب سانية الرمل مسرحا لمباريات من العيار الثقيل من الإسبانية، وعلى أرضية هذا الملعب، كانت أرجل اللاعبين الكبار تداعب الكرة، وتخلق الفرجة لجمهور لا يقل شأنا عن قيمة هؤلاء اللاعبين.
تطوان هاته، يعيش فريقها المغرب التطواني حاليا ظروفا صعبة، تطلب ويتطلب تعبئة من مختلف المؤسسات المنتخبة والهيئات وجمعيات المجتمع المدني، هي مبادرات تصب نحو الدفع بهذا الفريق في أن يحافظ على مكانته الطبيعية بالقسم الأول على الرغم من صعوبة ودقة المعطيات.
التعبئة، التي عاشتها المدينة بالوقوف من وراء فريقها الأول بالمدينة، لايمكن أن تتوقف عند مباراة الدورة 27، لكن على الجميع مواصلتها في الدورات الثلاث المتبقية، كل من موقعه حتى يتسنى للمغرب التطواني أن يكون ممثلا ثانيا أو ثالثا لجهة طنجة – تطوان – الحسيمة في بطولة الموسم القادم، والأسوء هو أن تفقد هذه الجهة فريقين من أكبر الفرق الكروية بالجهة الشمالية، وأن تتقلص الخريطة الكروية بها. إشعاع الجهة هو في دينامية اقتصادها وسياحتها وثقافتها ورياضتها وفي جميع مدنها، وكلما تراجع عطاء عنصر من هذه العناصر بمدينة ما، إلا وانعكس سلبا على نمو الجهة. حقيقة، أن الرياضة بتطوان ليست محصورة في فريق و احد، لكن المغرب التطواني لكرة القدم هو بمثابة القاطرة، التي يمكن أن تجر باقي الفرق الأخرى، ويحرك قطاعات مختلفة، لاسيما إذا كانت هناك حكامة رياضية جيدة، وتم تنزيل هذه القاطرة على سكتها الصحيحة. الدورات القادمة من شأنها أن تكشف عن الفريقين المغادرين للقسم الأول، والذين قد لايخرجا عن فريق شباب الريف الحسيمي والكوكب المراكشي والمغرب التطواني، الذي يحتاج إلى مواصلة دعم قوي ومتعدد على غرار مباراته مع شباب الريف الحسيمي، ففريق تطوان مكانه بالقسم الأول، وسيكون كذلك إذا ما جاءت نتائج الدورات الثلاث المتبقية لصالحه، واختفت كل مظاهر اللغو، التي تحيط ببعض المباريات، وفي ذلك إنصاف لحب هذه الجماهير بفريق المغرب التطواني، واعتبار لهذه المبادرات والرسائل..