مع حلول رأس السنة الأمازيغية و مع استرجاع النقاش حول إمكانية اتخاذها عيدا وطنيا؛ وجدتني مجبرا على التموقع ضمن هذا النقاش الصحي جدا و الذي يعكس التنوع الذي يوحده الوطن، لكني سأكون ذاتي المنطلق وأنا متيقن أن حالتي وقف على الكثيرين من الأمازيغ غير الناطقين بالأمازيغية. ولدت بتطوان نعم من عائلة وفدت إلى المدينة نهاية الستينات هربا من القحط الذي جرد البادية من خضرتها. من أب مسطاسي (مسطاسة) و أم جميلية (بني جميل) أخوالها بوفراحيون (بني بوفراح) و الأخوال لوالدي متيويون (متيوة). من هذا الخليط تكونت جيناتي الأديئينية، لكني تطواني المولد و المنشأ.
طبعا قبائلي التي اتحدر منها صنهاجية (صنهاجة الساحل) التي تعربت اغلبها، بالرغم من احتفاظ أهل بلدي بحوالي 40%من دارجتهم بالأمازيغية الصنهاجية، غير انها دارجة. عند زياراتي للريف بلدي لا استنشق غير هواء أمازيغي و إن كان ينطق بلغة أخرى، فاللباس والعادات والتقاليد والاحتفال و الأهازيج و الحكايات و أسماء المواطن و الأشياء و الحكوز كل هذا أمازيغي في قريتي، لا زلت اتذكر الكثير منه في طفولتي عندما كانت الأم (رحمة الله عليها) ترضعنا حليبا أمازيغيا، والوالد (رحمة الله عليه) عندما اختار أن يرقد أخيرا اختار قريته ( تازايرت) لتكون مثواه الأخير. عندما ألتقي شخصا من قبيلتي تهتز الجوارح و لا أدري لماذا؟ احسني قريبا منه و إن التقيته لمرة واحدة. انا لا اتحدث الأمازيغية نعم، لا أتبنى مواقف الحركة الامازيغية المغالية نعم .. لكني مع باشيخ و الاسوكاس و الحاكوز ... والعطلة.