أبرز مشاركون في ملتقى حول "البعد المحلي للهجرة بالمغرب"، يوم الثلاثاء 2018-11-13 بطنجة، أن المدن والجماعات الترابية، سواء كانت محلية أو جهوية، أصبحت مدعوة أكثر من أي وقت مضى للاضطلاع بدور محوري في معالجة قضية الهجرة واستقبال المهاجرين. وأشار المشاركون في الملتقى، المنظم بتعاون بين جماعة طنجة والوكالة السويسرية للتنمية والتعاون ومنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة، إلى أنه إذا كان وضع استراتيجيات وسياسات متعلقة بالهجرة من اختصاص الدولة، فإن المدن والجماعات الترابية توجد اليوم في الصف الأمامي لتوفير استقبال لائق وإنساني للمهاجرين. وقال عمدة طنجة، محمد البشير العبدلاوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن "الهجرة قضية راهنة تكتسي أهمية كبيرة على الصعيد الدولي بالنظر إلى صلتها المباشرة بالإنسان". واعتبر أن الهجرة تشكل اليوم "مصدر انشغال للعديد من البلدان"، مضيفا بهذا الصدد أن المغرب أخذ بزمام المبادرة والريادة من خلال تبنيه سياسة هجرة متقدمة، ويستعد اليوم لتنظيم مؤتمر الأممالمتحدة للمصادقة الرسمية عل الميثاق العالمي للهجرة الآمنة والمنظمة والمنتظمة، حيث ينتظر أن يشارك في أشغاله أزيد من 6 آلاف شخص. وسجل عمدة مدينة طنجة أن "المنتخبين أصبحوا معنيين أكثر بإيجاد حلول لاستقبال المهاجرين قبل تسوية وضعيتهم"، موضحا أن الأمر يتعلق بحلول على مستوى التربية والتعليم والعلاجات الصحية والحفاظ على كرامتهم. وقال السيد العبدلاوي إن "توصيات الملتقى ستكون ذان نفع كبير من أجل توجيه عملنا والمساهمة في تأهيل مواردنا البشرية". من جهته، لاحظ مدير البرامج بمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة، محمد بصراوي، أن الحياة اليومية للمهاجرين تدبرها الجماعات الترابية، معتبرا أن "مسؤولية توفير الخدمات المرتبطة بالتعليم والعلاج والسكن والشغل توجد على عاتق الجماعات الترابية المحلية والجهوية". وأضاف في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن الأمر لم يعد مقتصرا على الإدماج فقط، بل باندماج المهاجرين في المجتمع، أي أن المهاجر والجهة المستضيفة يتعين أن يقوما بمجهودات لضمان "نجاح التماسك الاجتماعي والتنمية الاقتصادية". أما بالنسبة لسعد علمي مروني، مدير شؤون الهجرة بالوزيرة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج، ف "الجماعات الترابية تضطلع بدور محوري في تنفيذ سياسة الهجرة". وذكر السيد مروني بأن الوزارة المنتدبة، بشراكة مع منظمة الهجرة الدولية، بصدد وضع اللمسات الأخيرة على برنامج "اندماج"، وهي مبادرة ترمي إلى إدماج بعد الهجرة في مخططات تنمية الجهات، موضحا أن المرحلة الأولى من البرنامج تهم جهة الشرق فقط، بينما ستشمل المرحلة الثانية جهتي سوس - ماسة وطنجة - تطوان - الحسيمة. ويمتد الملتقى على يومين، حيث يضم البرنامج عددا من الندوات التي ستناقش دور الجماعات في سياسة الهجرة، والتنسيق والتواصل على الصعيد المحلي، والحوار بين إفريقيا حول قضية الهجرة، وانخراط المجتمع المدني في إدماج المهاجرين.