تعددت الطرق والوسائل ويبقى الهدف واحد، وهو الخروج من المغرب والوصول لأوروبا باعتبارها الحلم المفقود. هذه الفكرة تراود شريحة واسعة من الشباب بالمغرب منهم قاصرين وفتيات في عمر الزهور، همّهم الوحيد الهروب من وطن لم يجدوا فيه الحضن الدافئ.
رغم المجهودات المبذولة من طرف السلطات المغربية ونظيرتها الإسبانية من أجل وقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين لأوروبا سواء عبر زوارق الموت أو مختبئين في الشاحنات والحافلات، إلا أن شبح الهجرة مازال يتواصل يوما بعد يوم وبحدة أكبر من سابقتها.
ويعتبر الساحل الشمالي المغربي من بين المناطق الخصبة التي يقصدها هؤلاء الراغبين في الهجرة نظرا لتواجد مدينة سبتةالمحتلة والمعبر الوحيد للخروج من المغرب بالنسبة للكثيرين، فيما يقصد آخرون الموانئ كمدينة طنجة والميناء المتوسطي، وشريحة أخرى تبحث عن أي طريقة كانت كركوب البحر عبر قوارب صيد صغيرة أو الاختباء داخل شاحنات تحمل ترقيم أجنبي تجدها متوقفة هنا و هناك.
وتعتبر الهجرة نحو أوروبا حلم 80 في المائة من الشباب المغاربة من مختلف الجنسين، حيث يعتبر هؤلاء أن حياة الغرب تفتح آفاقا لبناء مستقبل زاهر بعيدا عن البطالة والفقر بالمغرب.
حلم الهجرة لم يعد حكرا فقط على الكبار، بل اقتحمه الصغار واليافعين قادمين من مختلف مدن المغرب، حيث تجدهم منتشرين على نطاق واسع، سواء بمعبر باب سبتة الحدودي، أو بالميناء المتوسطي بين طنجة والقصر الصغير، وكذلك بميناء طنجة الذي يعرف تواجد العشرات من القاصرين الراغبين في الهجرة نحو أوروبا.
غياب استقرار اقتصادي وانعدام فرص الشغل وتكافؤ الفرص كانت وراء التفكير في الهجرة نحو الخارج، حيث يرى هؤلاء الشباب أن الحل الوحيد في بناء المستقبل هو الهجرة، ما دامت الدولة لم تفكر في وضعية الشباب حتى يتسنى لهم ضمان كرامتهم وحقهم في العيش الكريم.
الصحة والتعليم أيضا من بين الأسباب الرئيسة التي جعلت العديد من الأسر تفكر في هجرة جماعية نحو أوروبا لضمان حياة كريمة لأبنائها، فيما يرى الشباب أن فرص النجاة وضمان المستقبل في المغرب يعتبر "شبه منعدم"، نفس المنوال يتبعه عدد كبير من القاصرين الذين ما فتئوا يحلمون بالوصول لأوروبا رغم صغر سنهم وعدم خبرتهم في الحياة، الشيء الذي يؤكد أن الهجرة نحو الخارج أصبحت حلم يراود الغالبية العظم من شباب الوطن.