شباب وقاصرون من مختلف مدن المغرب ومن الجزائر أيضا، ممن صادفهم "اليوم24″، خلال إعداده لهذا الروبورتاج، تتراوح أعمارهم ما بين 14 سنة و30 سنة، أصبح حلمهم الوحيد الوصول إلى الضفة الأخرى "إسبانيا" عبر بوابة المعبر الحدودي مليلية، بحثا عن العمل وعيش كريم يضمن مستقبلهم ومستقبل عائلاتهم التي ترزح تحت عتبة الفقر المدقع. مدينة الناظور، عوض أن تكون كما يراد لها أن تكون، "بوابة أوروبا"، أصبحت بوابة للقاصرين والشباب من مختلف ربوع المملكة وخارجها، وأغلبهم غادروا المؤسسات التعليمية، هاربين من دفء العائلة، مجبرين لاأبطال، بسبب الفقر وقلة الإمكانيات المادية. تجدهم في شوارع الناظور وأزقته، متربصين بالحافلات والشاحنات المتجهة نحو أوروبا، عبر السفن الراسية بميناء بني إنصار، والمتجهة نحو ميناء مليلية السليبة، غير مكترثين بالمخاطر والصعوبات التي تهدد سلامتهم وحياتهم، طامعين في مستقبل مجهول لا علم لهم به. وصادف "اليوم24″، عددا من الحالمين بالوصول إلى الثغر المحتل "مليلية" ومن تم إلى الضفة الأخرى "إسبانيا"، حيث أن السبب الرئيسي الذي جعلهم يفكرون في الهجرة، هو "الفقر"، كل واحد منهم همه الوحيد إعالة عائلته، وكسب قوت يومي، بالإضافة إلى توفير أبسط الحقوق التي تتجلى في العيش الكريم، والحقوق التي تنص عليها المواثيق الدولية من أجل حمايتهم من التشرد والضياع. وأمام أنظار السلطات المحلية والأمنية، لا زال يتوافد على الناظور وبكثرة، عددا كبيرا من القاصرين والشباب من ربوع المملكة، على اعتبار أن أغلبهم ليسوا متشردين، بل ينتمون لعائلات من مختلف مدن المغرب، خصوصا وأن عملية العبور تمر في ظروف جد صعبة، وقد سجلت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالناظور، فيما مضى حالات وفيات عدة في صفوف الأطفال الراغبين في الهجرة، معتبرة تواجدهم خرقا سافر لحقوق الطفل التي تضمنها الإتفاقية الدولية لحقوق الطفل، والتي صادق عليها المغرب.